سبتمبر 10 2009

العمل الجديّ للوصول لدولة فلسطينية

نشرت بواسطة الساعة 7:46 م تحت فئة السياسة الفلسطينية -

عن اللوس انجليز تايمز

بقلم: داود كتاب

شئ مختلف يحدث ما بين الفلسطينيين. فقادتهم السياسيون وموظفو الخدمة المدنية يصرفون مزيداً من الوقت في التخطيط لإقامة دولة فلسطينية بدﻻ أن ينتقدوا تصلب مواقف إسرائيل.

رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال المؤتمر الأول منذ عشرين عاما لقيادة الحركة الفلسطينية، فتح،الانجرار وراء المزاودات الكلامية وأصر على أنه رغم حق ألفلسطينيين في استخدام كافة أشكال المقاومة، فقد اختار هو الدبلوماسية. كما وافق المؤتمر الذي عقد في الشهر الماضي للناشطين من حركة فتح من جميع أنحاء العالم بحضور ألفي عضو، على برنامج عمل لا يتضمن عبارة “المقاومة المسلحة

رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض كان أكثر من فهم رؤية الرئيس عباس ذات التطلع إلى الأمام. فقد اجتمع مع معاونو ووزراء الحكومة الرئيسيون لوضع خطة تهدف لإقامة دولة فلسطينية في غضون عامين.وقد كشف فياض النقاب عن هذه الخطة في أواخر آب / أغسطس، مظهراً الخطوط العريضة لنهج عملي لإنهاء اعتماد الاقتصاد الفلسطيني على إسرائيل، وتوحيد النظام القانوني وتقليص حجم الحكومة.

تشمل الخطة أيضا بناء البنية التحتية، وتقديم حوافز ضريبية لحشد الاستثمارات الأجنبية، وتسخير مصادر الطاقة الطبيعية والمياه، فضلا عن تحسين ظروف الإسكان والتعليم والزراعة. ومن بين الأفكار الأخرى الإستراتيجية في خطة فياض، بناء مصفاة لتكرير النفط، ومطار دولي جديد في وادي الأردن وإعادة المطالبة بمطار قلنديا شمال القدس. وقد أبلغ رئيس الوزراء المسؤولين الأميركيين بـ ” أننانريد استقبال الرئيس أوباما وهو يهبط من المروحية التابعة لسلاح الجو وليس المروحية البحرية” التابعة لإسرائيل.

وقال فياض لصحيفة التايمز اللندنية أنه جعل الخطة معلنة للجميع بهدف “إنهاء الاحتلال، بالرغم من الاحتلال”. ومضى يقول “لقد قررنا أن نكون سباقين، ومسرعين في إنهاء الاحتلال من خلال العمل بجد لبناء حقائق إيجابية على أرض الواقع، وثابتين مع وجود دولتنا تظهر وكأنها حقيقة لا يمكن تجاهلها. هذا هو جدول أعمالنا، ونحن نريد مواصلة ذلك بإصرار”.

في الماضي شملت المبادرات الفلسطينية السابقة المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة كشرط مسبق للسلام. مما جعل الفلسطينيين في حالة من عدم الفوز. وقد كانت قمة الرئيس ياسر عرفات مع كلينتون وباراك عام 2000 في كامب ديفيد أبرز مثال للفلسطينيين على أنهم يواجهون عرضاً غير عادل ولكن يوجه اللوم عليهم بفشل المفاوضات بسبب إصرارهم على إنهاء كلي للاحتلال الإسرائيلي .

استطاع فياض من خلال أخذ زمام المبادرة هذه المرة والتحرك بشكل كبير نحو بناء إطار لإقامة دولة فلسطينية – بدلا من قبول الهزيمة والاحتلال الإسرائيلي إلى الأبد- وذلك بأن يلتزم باﻻجماع الفلسطيني حول الدولة المستقلة ضمن حدود حزيران 1967 مع الحفاظ على مواقفه السياسية المعتدلة.

أما إذا كان الإسرائيليون يريدون حلاً وسطياً، فعليهم أن يظهروا نية جدية لتحقيق السلام على طاولة المفاوضات وليس فقط في التصريحات العلنية.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني حريصا على التأكيد على فكرة إقامة دولة بحكم الأمر الواقع بدلا من إعلان إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد بسبب قرار الكونغرس الأميركي عام 2002 الذي “أعرب عن معارضة الكونغرس لإعلان أحادي الجانب لإقامة دولة فلسطينية ودعا الرئيس إلى أن يؤكد بوضوح معارضة الولايات المتحدة لمثل هذا الإعلان “.

سياسيا، سيكون من الصعب على منافس فتح الرئيسي حماس، رفض هذه الخطة. إن مقترح فياض لا يتنازل عن القدس أو حق العودة، بل ويتماشى مع توافق الآراء في المسائل المتفق عليها من قبل جميع الفلسطينيين.

إن التفكير السائد لدى الإسرائيليين هو أنهم سيجدون صعوبة في معارضة هذه الخطة علانية، على الرغم من أن زعماء حزب الليكود المتشدد Ùˆ”يسرائيل بيتنا” وبشكل غير مفاجئ قد استخفوا بها.

وبدهاء فكري واستراتيجي، فإن الخطة قد توافقت مع دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى السلام الاقتصادي ولم تخالفها، في حين فضحت عدم جدوى استمرار أنشطة الاستيطان في المناطق التي ستتشكل فيها الدولة الفلسطينية.

بينما لا تشكل أفكار فياض أية مطالب سياسية من إسرائيل أو المجتمع الدولي، فإنه من الضروري للولايات المتحدة وغيرها من أعضاء اللجنة الرباعية – روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة -حماية هذه الخطة. وينبغي ألا يسمح لمستوطن إسرائيلي وموظف مدني وجندي أو زعيم سياسي بتقويضها.

إن ذكاء نهج فياض يكمن في أنه يعمل مع أو دون التعاون السياسي الإسرائيلي. إذا كانت إسرائيل تريد التوصل إلى تسوية تفاوضية، فإن الخطة تمنح المفاوضين عامين من الزمن. ومع ذلك، إذا كان الإسرائيليون يترددون، كما يوحي 42 عاما من الاحتلال فإن جهاز الدولة الفلسطينية سيكون مقاما في هذه الأثناء. وحالما تستكمل هذه العناصر الملموسة لقيام دولة فلسطينية تكون قابلة للحياة وتتخذ فعلا حيز الوجود، فإن كل ما نحتاج إليه هو الإرادة السياسية لإعلان إقامة دولة فلسطينية وضمان الاعتراف بها في جميع أنحاء العالم.

عن اللوس انجليز تايمز اﻻمريكية

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .