أغسطس 14 2009

التدوين المرئي في الأردن يحول المواطنين الى صحافيين

نشرت بواسطة الساعة 4:40 م تحت فئة اﻷردن,اﻹعلام الناشط -

*  داود كتاب

بالمقارنة مع النتائج، فإن محمد احمد بدى متواضعا حين قال “قمت بأول مدونة مرئية حول شارع في حي الرشيد في الرصيفة حيث كان الشارع من الرداءة ما يتعذر معها التمييز من اين يبدأ الشارع والى أين ينتهي. وبعد انتظار طويل ومطالبات متوالية، كان آخرها مدونتي المرئية، تم اخيرا تعبيد الشارع”. تبين لقطة الفيديو التي اخذها احمد آليات ضخمة وعمالا يعملون على اصلاح الشارع، تليها لقطة اخرى للشارع وقد اكتمل اصلاحه، ثم يومض اطار اللقطة الى ما كان عليه الشارع قبل بضعة اشهر.

لقد تأتى نجاح احمد بعد مشاركته بمشروع التدوين المرئي للصحافي المواطن، والذي عقدته عمان نت بدعم من برنامج تدعيم الإعلام في الأردن الممول من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تدرب من خلاله ما يربو على 20 مشاركا على اسس المهارات الصحافية وكيفية تصوير ومنتجة ونشر فيلم فيديو قصير على الشبكة.

تم تزويد من يرغبون بتحسين مجتمعاتهم من خلال صحافة المواطن بآلات التصوير اللازمة. اطلق احمد اسم “من واقعنا” على مدونته الموجودة على موقع www.orange.ammannet.net ØŒ وفي تصوير فيديو تاريخه 29 آذار يُظهر احمد شارعا غير معبد ويروي مشكلة الحي التي دامت 10 سنوات “ببساطة، فقد نفذ مخزون البلدية من الإسفلت عند وصولها لهذا الشارع وتركوه على هذا الحال”.

وردت لمدونة “من واقعنا” 28 تعليقا كان جلها منتقدا للجهة الحكومية المحلية ومطالبا بالتغيير، وبعد شهرين بدى ان البلدية قد تجاوبت وتمكن احمد وجيرانه من الاحتفال بتعبيد الشارع بمدونة تاريخها 30 ايار تضمنت ايضا تهاني بالإنجاز، وتم اختيار المدونة لإظهارها على الصفحة الرئيسية لموقع عمان نت.

يقول مدير المشروع رعد نشيوات ان صحافة المواطن والمدونات تشكل ظاهرة جديدة في العالم العربي، مضيفا “تكتب اغلب المدونات بالكلمات، اما برنامج المدونات الجديد فقد زود متصفحي الإنترنت بلقطات فيديو يصعب انكار حدوثها”. ويصر نشيوات الذي يرأس مجلس ادارة شركة تصاميم الإنترنت الأردنية “تمام تك” ان المدونات المرئية ما كانت لتنجح قبل بضعة سنوات مبينا انه “عندما تأسست عمان نت كأول اذاعة على الإنترنت في العالم العربي في تشرين الثاني 2000 كان متوسط السرعة لأغلب اشتراكات الإنترنت المنزلية بالكاد يكفي لمتابعة البث الإذاعي على الإنترنت بدون التخزين المؤقت، اما اليوم فقد مكن الإنترنت عالي السرعة الناس من مشاهدة الفيديو على الشبكة”.

بالإضافة الى احمد هناك 19 اردنيا يقوموا بالتدوين مرتين بالإسبوع على الأقل منهم سائق الأجرة وبنات في عمر المراهقة وطلبة جامعيون تضم مدوناتهم لقطات مثل ادراج مستشفيات كهربائية معطلة، مركبات تسير بعكس اتجاه السير، اشجار مثمرة تقطع، قرى نائية محرومة من الخدمات الأساسية ومدخنون تجاهلوا تعليمات منع التدخين.

رويدا رويدا تعمل المدونات المرئية على تمكين جيل ناشط من الصحافيين المواطنين يكافحون لإثبات ان بمقدورهم استخدام التكنولوجيا لتغيير حياتهم ومجتمعاتهم. وقد عبر موظفو عمان نت عن رغبتهم باستمرارية هذا المشروع وحتى توسعته ليشمل دولا عربية مجاورة.

* داود كتاب يعمل مديرا لشبكة الإعلام المجتمعي وراديو البلد. وكصحافي متمرس وكاتب قلم وافق مشكورا على اعادة نشر هذا المقال الذي ظهر اولا على http://www.huffingtonpost.com/daoud-kuttab/video-blogging-jordan-tur_b_216602.html

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .