مايو 20 2007

المطلوب إستراتيجية إعلامية فلسطينية شاملة

نشرت بواسطة الساعة 7:14 م تحت فئة مدونتي,اﻹعلام الناشط -

اطروحات طلاب ماجستر في كوستا ريكا

بقلم: داود كتاب

مكان الطلب غير روتيني في موقع غير عادي. الطلب كان موجهاً لطلاب يدرسون لشهادة الماجستير في موضوع “السلام وحل النزاعات”. المكان جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة ومقرها في دولة كوستاريكا في أميركا الوسطى. والطلاب المتقدمين للماجستير جاءوا من كندا وأوزبكستان من أثيوبيا وأرمينيا من الكاميرون والولايات المتحدة من ألمانيا وكينيا.

كانت إدارة الجامعة قد طلبت مني أن أشارك في تعليم مساق حول التغطية الإعلامية في الشرق الأوسط وبالذات حول الإعلام الفلسطيني والانتفاضة.

بعد خمسة محاضرات مكثفة حول فلسطين وصورة الفلسطيني محلياً وعالمياً طلبت من طلبة الماجستير تقديم دراسة حول إستراتيجية افتراضية لتحسين صورة الفلسطيني في العالم.

لم يكن أي من طلبة الماجستير قد زار فلسطين أو الشرق الأوسط ولم تكن لهم أية مواقف مسبقة من أطراف النزاع العربي الإسرائيلي لذلك فكانت أطروحاتهم مثيرة ومعبرة عما هي صورة الفلسطيني وما هو المطلوب خاصة في المجال الإعلامي والثقافي.

لفت نظري دراسة الطالبة الكندية حيث قالت إنه تم إجراء أبحاث حول الوضع الفلسطيني وأكدت الاستفتاءات في كندا أن نسبة التأييد للفلسطينيين في كندا مرتفعة رغم أن هذا التأييد لا ينعكس في صورة الفلسطيني في الإعلام. وقالت إنه في إحدى المدن الكندية قامت الجالية الفلسطينية والعربية بحملة مكثفة للضغط على الإعلام المحلي هناك وكانت النتائج سريعة ومذهلة مما يعني أن فرص تحسين صورة الشعب الفلسطيني ممكنة وبسهولة شرط قيام نشطاء بعمل ما يوازي أو شبه موازٍ لما يقوم به الطرف الآخر.

أحد الطلاب الأفارقة قدم دراسة جاء فيها أنه متأكد أنه بمجرد قيام الرئيس محمود عباس بزيارة دولة وسط وغربي أفريقيا فإن التأييد الموجود أصلاً هناك للشعب الفلسطيني سيتم ترجمته إلى مواقف حقيقية. المشارك من أوزبكستان قدم طرحاً مماثلاً معرباً أن هناك تأييداً شعبياً للفلسطينيين في دول أسيا إلا أن عدداً من الحكومات المؤيدة لواشنطن تخشى من أخذ مواقف رسمية قد تزعج البيت الأبيض. كما وكان قد أبدى استغرابه في غياب مواقع فلسطينية باللغة الروسية.

الملفت في عدد من الأطروحات كان التركيز على المجال الثقافي وقناعة طلبة الماجستير والذين كان معدل أعمارهم حوالي 30 سنة على إمكانية تحقيق اختراقات في هذا المجال. فهناك من اقترح معرض رسومات متنقل أو تنظيم حدث موسيقي أو فلكلوري من فلسطين إضافة إلى فكرة إقامة يوم فلسطين في عواصم بلادهم لما قد يحمل ذلك على أنسنة النظرة العالمية للشعب الفلسطيني.

لقد كانت تجربتي في كوستاريكا غنية وكان تبادل الأفكار والاقتراحات ممتعاً ومفيداً ولكن المهم أنه بدا واضحاً أن هناك غياباً لأية إستراتيجية إعلامية وثقافية عالمية شاملة تهدف فيما تهدف إلى إعادة الزخم العالمي للتغطية الفلسطينية والتي نجح الطرف الآخر في انتزاعها منا رغم النتائج الهامة التي تمت بعد الانتفاضة الأولى.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .