مارس 28 2002

اهلاً بالفوضى بدلاً من النفاق

نشرت بواسطة الساعة 12:00 ص تحت فئة مدونتي -

لا شك أن الفوضى التي عمت مؤتمر قمة بيروت في يومه الأول أمراً مؤسفاً خاصه إذا تبين أن وراء تغبيب كلمة الرئيس الفلسطيني مواقف عنصريه مسبقه من قبل الرئاسه اللبنانيه إتجاه الفلسطينين .

ولكني شخصياً كنت سعيداً نوعاً ما للفوضى التي مر بها اليوم الأول من مؤتمر القمه . فعندما تسير الأمور بصورة منتظمه ودون أي مشكله ينتابني الخوف ، فالمؤتمرات المنظمه والمخطط لها جيداً غالباً ما تخفي المشاكل الحقيقة حيث تظهر للعيان أن كل شيء جيد في حين يرجع الرؤساء الى دولهم ولا يتم تنفيذ ما اتفق عليه .

إذا كان هناك موضوع واحد يمكن النظر له إنه سبب للمأسي العربيه ولمشكلة فلسطين هو إرتفاع نسبة الوعود العلنيه واختفاء نسبة التطبيقات العمليه .

فعندما يسمع الفلسطيني الوعود العربية يتحمس ويرفض أي إقتراحات للتسويه ، وعندما تأتي ساعه الحساب تختفي الوعود ويبقى الفلسطيني يواجه آلة الحرب الإسرائيليه لوحده .

أما بالنسبه لغياب الزعماء العرب والذين بدا واضحاً أنهم يخافون من الشارع العربي والمظاهرات الداخليه في بلادهم فإن هذا وضع صحي أكثر بكثير من السابق عندما كان يأتي الزعماء ويضحكون علينا وعلى شعوبهم ، ثم يعودون الى بلادهم . ففي السابق عندما كان يأتي الزعماء ويأخذوا مواقف متطرفه تبدو أنها لصالحنا ،ثم يعودون الى بلادهم دون أن يدفعوا ثمناً أي ثمن لهذه المواقف .

الفوضى التي شهدها مؤتمر قمة بيروت يجب أن تكون فاتحه للمصارحه الحقيقيه بين الزعماء العرب من ناحيه وشعوبهم من ناحيه أخرى . فالإعلام الأن لا يمكن تجاوزه و الإعلام غير الحكومي أصبح مصدر للمعلومات الموثوقه بدل من تلك الإبر المهدئه التي كان الإعلام الرسمي يحقنها للشعوب العربيه . فالكل أصبح مكشوفاً الآن وبقي أن ما يقرر أو لا يقرر سيتم المحاسبه عليه من قبل الشعوب .

نعم أنا سعيد للفوضى ولكن إذا تم استثمار هذه الفوضى بالطريقه الصحيحه ، وذلك لعلاج الخلل الموجود في الجامعه العربية ومؤتمرات القمه .

لقد حان الوقت لكي تخرج الجامعه العربيه وقممها من الخدمه اللفظيه للمشاكل المستعصيه وجاء الوقت للقرارات الحاده وللتنفيذ الحقيقي والفعال والذي يعتمد على إراده حقيقيه ورغبه أكيده في تجاوز المشاكل والخروج منها لشعوب عربية موحده ومتفقه فيما بينها .

فالمصارحه والإتفاق الأن لا يخدم فقط الفلسطينيين بل أنه سيحمي الدول العربيه نفسها من الأخطار المختلفه التي ستواجهها . فإذا فشل العرب في الدفاع عن فلسطين فستكون بلادهم معرضه للخطر ذاته ، وكما يقول المثل سيصبح الحبل على الجرار.

فنعم لفوضى القمه العربية ولا للنفاق الذي سئمته الشعوب العربيه .

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .