يونيو 15 2002

العرب وغياب اللعب الجماعي

نشرت بواسطة الساعة 12:00 ص تحت فئة السياسة الفلسطينية -

تعتبر لعبة كرة القدم من الألعاب التي تتطلب درجة عالية من العمل الجماعي من خلال فريق متجانس ومتعاون. ففريق متوحد وبلاعبين متوسطين مثل السنيغال قد يهزم فريق مليئا بالنجوم ولدية القدرات الفردية مثل فرنسا ولكن دون ترجمة القدرة الفردية الى نتائج مربحه للفريق.

هذا هو من أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من الجولة الأولى في مباريات كأس العالم , حيث خرجت الفرق العربية من الجولة الأولى, وقد وقعت حتى فرنسا في فخ اللاعتماد على الفرد- زين الدين زيدان- بدل الجماعة.

وهذا المبدأ ينعكس وللأسف على الشعوب العربية بشكل عام . فرغم وجود ثلة من العرب الناجحين والمبدعين الا أنه نادرا ما تجد النتائج المرغوبة على مستوى الدول أو على مستوى العالم العربي. فالرياضيون العرب- الافراد-ً جلبوا الجوائز الذهبية (شعاع و عويضة و أخريين) في الألعاب الأولمبية الا أن الفرق العربية نادراً ما تجلب نتائج مرضية. فليس صدفة أن الفرق العربية غالباً ما تسقط في أول امتحان جدي لها.

وما ينطبق على الرياضة ينطبق على الإقتصاد, فنظرة سريعة لإنجح المشاريع الإقتصادية تجد أنها بالأساس شركات معتمدة على الفرد أوالعائلة أما الشركة المساهمة كما هو الحال في بقية العالم فنادراً أن تجدها تسجل نجاحات باهرة, وحتى الشركات المساهمه العربية فإن ادارتها غالبا ما يكون مسيطر عليها من قبل فرد أو عائلة وليس مجموعة واسعه من الأشخاص .

وينطبق مبدأ الإقتصاد أيظا على السياسة ، والسياسة العربية بالتأكيد تعتمده على الفرد وليس على الجماعة ففكرة الأحزاب الحقيقية شبه غائبة عن عالمنا العربي وحتى ما وجد من احزاب فانها أحزاب فردية أو أثنية وليست أحزابا تعتمد على الفكر أو مبدأ العمل الجماعي .

أما الدول فإنها أيضاً تعتمد نفس الفرديه وبغياب الفرد تنهار وتتغير المبادئ والنظريات السياسية لغاية بروز فرد جديد وهكذا دواليك. وحتى أن الجمهوريات عند العرب أصبحت تطبق المبدء الوراثي بدلاً من الإنتخابات الحزبية أو العامه .

غياب العمل الجماعي العربي ينعكس في المفاوضات السياسية فمصر بدأت بحل منفرد, وفكرة توحيد المسارات أنهارت وبدأت كل دوله عربية تعمل لوحدها وحتى في هذا الأمر كان هناك غياب للعمل الجماعي, ففي احدى جولات المفاوضات الفلسطينة الإسرائيلية قال الإسرائيلي يوسي ييلين للمفاوض الفلسطيني نبيل شعث الجملة التالية: ” بشكل فردي مفاوضكم ند لمفاوضنا أما كفريق فليس هناك مقارنة, فعندنا عدة مستويات للبحث والتحقيق والتشاور قبل أخذ أي قرار في حين يقوم مفاوضكم بعمل كل شئ بمفردة.”

وقد تبين ضعف الموقف العربي من اسرائيل في الفترة الأخيرة ، فرغم الإعلان عن موقف عربي موحد في قمة بيروت الا أن العرب لم يستطيعوا ترجمة هذه الوحدة في المواقف في تعاملاتهم مع اسرائيل وأمريكا. فهذا الأمير السعودي يذهب الى تكساس وذاك الرئيس المصري يجتمع في منتجع كامب ديفيد ولم يستطيعو اجبار الئيس الامريكي على دعوة صاحب الشأن الفلسطيني رغم استضافة شارون ستة مرات, وبذلك استطاع الأمريكان اضعاف الموقف العربي مستغلين غياب العمل الجماعي العربي.

فإذا كانت القوة في الوحدة واذا كانت الوحدة تعني ذوبان النجومية وبروز الفريق الموحد فإننا كعرب بحاجة الى تغيير كبير قبل أن نستطيع الوصول الى ما نريد في الرياضة والإقتصاد والسياسة.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .