أبريل 01 2004

كيف يمكن استخدام التلفزيون لزيادة الوعي الديمقراطي

نشرت بواسطة الساعة 12:00 ص تحت فئة اﻷردن -

من المعروف أن التلفزيون اداة تواصل هامة جداً حيث يعتبر غالبية مواطنين العالم أنهم يحصلون على معلوماتهم من خلالها فمثلاً في بريطانيا صرح أكثر من 80 % من المواطنين انهم يحصلون على معلوماتهم من خلال التلفزيون علماً أن الإنجليز شعب قارئ .

طبعاً هذه الإحصائيات تنطبق بصوره أكبر علينا في العالم العربي حيث لا تزال هناك جيوب من الأمية . كما ولا تلعب الصحف والمجلات دوراً كبيراً لدى غالبية المواطنين وخاصه سكان الريف .

وبما أن التواصل عبر التلفزيون يعتبر ذات تأثير وأهمية كبيرة لا بد لنا أن نتفحص كل ما يحدث عبر هذا الجهاز الإعلامي الهام.  كما و لا بد من اهتمام رجال الدوله السياسين لكيفية تلقي المشاهد لأقوالهم وأحاديثهم التلفزيونية.

وفي هذا المضمار من المعروف أن السياسيين في العالم يصرفون مبالغ باهظة في التدريب والتثقيف لجعل حضورهم على التلفزيون مؤثراً وجذاباً.

وتقوم مؤسسات وشركات خاصة بتدريب السياسيين من خلال مقابلات وهمية هدفها السماح لهم بمعرفة كيفية الرد السليم على السؤال بما يضمن أفضل النتائج .

ويركز المستشارون الإعلاميون في تدريباتهم على نبرة الصوت و حركة الجسم والأيادي إضافه الى العناية في الشكل والخلفية لموقع التصوير كما ويركز المستشارون في تدريباتهم على تثقيف السياسيين على كيفية الرد على الأسئله وضرورة عدم الإنجرار وراء ما يريده السائل بل التركيز على الرساله التي يريد المسؤول ايصالها للجمهور والأمر الأهم هو ضرورة الإبتعاد عن العصبية والإنفعال عند الرد على الأسئلة الإستفزازية .

لقد وردت هذه المقدمه بعدما شاهدت مع الكثير من المواطنين مقابلة رئيس الوزراء يوم الجمعة 2 نيسان في برنامج ستون دقيقة على التلفزيون الأردني.

وبغض النظر عن مضمون ما جاء في المقابلة فإن اسلوب عرضها وتصويرها والطريقة التي ظهر فيها رئيس الوزراء تدعو للتقييم والتحليل.

فقد ظهر رئيس الوزراء عصبياً دفاعياً حيث انجر الى مواقف وأقوال قد تشكل رد فعل وانطباعاً مختلفاً عن الإنطباع الذي يريده . فالمعروف مثلاً أن رئيس الوزراء الحالي جاء ضمن سياسة انفتاح ودمقراطية للمؤسسات الرسمية ولكن من شاهد المقابلة وكيفية الرد على الأسئله قد يخرج بإنطباع معاكس كلياً . فقد كانت تعابير ونبرة رئيس الوزراء عدائية توحي بغياب روح التفاهم والمسامحة والإستماع للرأي اﻵخر مهما كان مختلفاً.

ورغم أن تفاصيل ما قد قام به رئيس الوزراء من لقاءات مع كافة أقطاب المجتمع مهمة الا أنه فوت فرصة ترسيخ روح الديمقراطية والحوار المفتوح والذي لا شك أن رئيس الوزراء وجلالة الملك يرغب بترسيخه في المجتمع الأردني .

ان الإنتفتاح والتعددية والديمقراطية أهداف نبيلة تتطلب الجهد الكبير والعمل الدؤوب للوصول اليها. ومن أجل التوصل الى وعي ديمقراطي تعددي حقيقي في الأردن تشكل وسائل الإعلام الجماهيرية فرصة كبيرة لتقليص المدة المطلوبة لتحقيقها . ولكن من أجل استخدام أفضل للإعلام الجماهيري يحتاج كبار المسؤولين والوزراء وحتى رؤساء الوزراء الى تثقيف وتدريب في كيفية الإستفادة من هذه الوسيلة الإعلامية الحساسة والمؤثرة والا انقلب السحر على الساحر وأصبح التلفزيون ضرراً لحملة الإنفتاح و التوعية الديمقراطية بدل أن يكون رديفاً لها .

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .