يوليو 14 2016

لاقيني ولا تغديني

نشرت بواسطة الساعة 10:28 ص تحت فئة مقالاتي,اﻷردن -

زاوية تكوين/موقع عمان نت

يقول المثل العربي المعروف “لاقيني ولا تغديني”، أي أن التواصل أهم من الاستضافة على وجبة غداء. لكن يبدو أن هذا المثل لا ينطبق على حكومة هاني الملقي الذي اختار الصمت وتغيّب عن التواصل مع المجتمع، وكذلك الناطق باسم الحكومة محمد المومني الذي عُرف بنشاطه الإعلامي خلال رئاسة عبد الله النسور، إذ نادراً ما نسمع منه هذه الأيام، رغم أن هناك العديد من المواضيع المحلية والخارجية ذات صلة بالأردن هي بحاجة إلى توضيح وموقف حكومي واضح.

في الفترة الأولى لأية حكومة هناك عمل هادئ في مواجهة التحديات ووضع سياسات، ومن ثم يتم الإفصاح عن تلك السياسات، ولكن التحديات المحلية والدولية لا تسمح بمثل هذا التأخير، ومنها أوضاع الحدود الشمالية، وإقحام الأردن على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما في قمة الناتو، وهناك تقارير صحافية حول فضائح في سرقة أسلحة مخصصة للمعارضة السورية من قبل جهات أمنية أردنية، وشائعات عن دور عسكري أردني في ما يخص محاربة داعش في العراق.

قد تكون بعض تلك القضايا ذات حساسية سياسية، إلاّ أن هذا لا يمنع المواطن من معرفتها حيث تتداول تلك المواضيع عبر مواقع التواصل المجتمعي، وإن تم تجاهلها من قبل الإعلام الرسمي والإعلام الخاص المقرّب من الدولة.

التحدي الخارجي ليس منفصلاً عن التحديات الداخلية، وما يحدث على الحدود له علاقة مباشرة بحماية المواطن سواء في إربد أو عمان أو الكرك. كما لا شك أن ما يجري في الخارج والتطرّف الفكري ينعكس بصورة أو أخرى على ما يجري في المجتمع الأردني مما يؤثر على الحياة اليومية.

تزداد أهمية التواصل مع المجتمع، هذه الأيام، بسبب غياب انعقاد مجلس الأمة الذي يشكل عادة فرصة للتواصل بين الحكومة وبين ممثلي الشعب. ففي فترة حلّ البرلمان من المفترض أن تزداد لا أن تتقلص المعلومة التي يُزوّد بها المواطن بصورة مباشرة.

لقد جرت عادة حميدة في فترة سابقة وهي انعقاد مؤتمر صحافي أسبوعي للناطق باسم الحكومة يتم خلاله توفير المعلومات والردود للمواطنين حول شؤون الساعة.

التواصل مع المجتمع المحلي ليس ترفاً، بل هو حق من حقوق المواطنة يساعد في تقوية علاقة المواطن بالمسؤول ويخلق مواطناً واعياً.

وفي ظل اللامبالاة المنتشرة، خاصة بين الشباب، من الضروري أن تكون الحكومة جزءاً من عملية التنشيط والإقناع بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومن الصعب أن تساهم الحكومة في تعزيز ذلك، بينما هي لا تبالي بتوضيح أبسط الأمور المتعلّقة بها وعملها وبالوطن والتحديات التي يواجهها.

أُشجّع حكومة هاني الملقي وبأسرع وقت ممكن على إعادة فكرة المؤتمر الصحافي الأسبوعي وتوفير المعلومة المهمة والصادقة والمسؤولة لمشاركتها مع المواطنين.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .