يناير 07 2016

كيف يحصل التغيير؟

نشرت بواسطة الساعة 2:03 م تحت فئة مقالاتي,اﻷردن -

زاوية تكوين/عن موقع عمان نت

بقلم داود كُتّاب *

عدّ التغيير من أصعب الأمور في الحياة، فالإنسان حين يعتاد أمراً يصعب عليه تقبّل التغيير حتى لو كان للأحسن، لأنه يجهل ما قد ينجم عنه.

ويدرّس علماء الاجتماع والاقتصاد والسياسة المبادئ والأساليب التي تؤدي إلى النجاح. هناك من يعتقد أن التغيير يجب أن يأتي من القاعدة إلى القمة، وهناك من هو متأكد أن التغيير لن يحدث من دون مبادرات وتحركات من القمة إلى القاعدة.

وفي كلتا الحالتين يؤكد العلماء أن أهم عناصر التغيير هم محركو التغيير، أو من يسميهم العلماء وكلاء التغيير Change Agents.  فمن هم هؤلاء الوكلاء، وكيف يمكن تشجيعهم وتحفيزهم للاستمرار في دفع عربة التغيير إلى الأمام؟

كما أنه لا يوجد فساد من دون فاسدين، في المقابل لن يكون هناك تغيير من غير رجال ونساء مؤمنين ومؤمنات، حقيقة، بضرورة حصوله نحو الأفضل. وبما أن أي تغيير حتى التغيير التدريجي مؤلم فمن الطبيعي أن تكون كل خطوة باتجاه التغيير صعبة القبول، وبحاجة إلى وقت لاستيعابها، والتعامل معها. وفي هذا الإطار يقوم المسؤولون بتكريم رواد التغيير من خلال جوائز تقديرية تقدم على أساس الريادة والتطبيق العملي الذي ينتج عنه تغيير حقيقي في المجتمع.

المتابع للشأن الأردني يخلص إلى وجود رغبة حقيقية في التغيير تأخذ أشكالاً مختلفة في التعبير وبوتيرات متفاوتة. والقارئ لورقات الملك النقاشية الخمس يصل إلى استنتاج بوجود تلك القناعة لدى رأس الهرم على أن يكون التغيير تدريجيا،ً وليس عن طريق مبدأ الهزات الصادمة. وفي كل الأحوال لن يكون هناك تغيير بلا مواطنين أوفياء مؤمنين بالتغيير كأداة مثلى للمصلحة الوطنية العليا.

يبرز اسم الزميل مصعب الشوابكة، أحد رواد التغيير، الذي أثبت قدرته على الاستفادة من التدريب المهني الدولي في مجال التحقيقات الاستقصائية، وصحافة البيانات، للعب دور عالٍ مهنياً بوصفه حارساً ومراقباً وسلطة رابعة.

ويأتي ضمن هذا التوجه تقرير مصعب الشوابكة بالتعاون مع محمد خمايسة في “عمان نت” بعنوان “الملك يمضي 25% من أيام عام 2015 خارج البلاد تخللها 22 زيارة عمل”. التقرير المبني على فن صحافة البيانات يشمل عدد سفرات الملك، والدول التي زارها، ومن كان نائباً للملك في غيابه، وعدد القوانين والأنظمة التي أقرها نواب الملك في غيابه. التقرير يعتمد كلياً على بيانات رسمية، ولا يشتمل أي رأي أو تعليق. وقد أجمع خبراء إعلاميون ودستوريون على مهنية التقرير وخلوّه من أية مخالفة قانونية أو دستورية.

التقرير خلَق ضجة لدى البعض بسبب عدم وجود قابلية لمبدأ التغيير الذي طالما دعا إليه الملك، كما جاء في الورقة النقاشية الرابعة “بعنوان نحو تمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة” الفقرة التالية:

“إنني أحث جميع الأردنيين ممن لديهم أفكار إبداعية، والاستعداد للعمل الجاد خدمة لوطننا، ويرون في أنفسهم القدرة على القيام بدور قيادي في بناء نظامنا الديمقراطي السياسي، أن يخطوا للأمام. إنكم إذ تقبلون على هذه المسؤولية، وتضربون مثالاً في ريادة العمل السياسي والاجتماعي والمدني، تساهمون في بناء أردن أفضل وأقوى لجميع أبنائه وبناته”.

تحية لروّاد التغيير الذين يسطرون بعملهم الوطني والمهني حروفاً في العمل الديمقراطي الريادي المستند إلى مبدأ التغيير والإصلاح التدريجي كما شاءه الملك.

 

* داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المحطات التلفزيونية والإذاعية في فلسطين والأردن والعالم العربي.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .