أكتوبر 09 2015

الثورة تستمر والأدوات تتغير

زاوية تكوين/موقع عمان نت

بقلم داود كُتّاب *

تعدّ الثورة عملية ذات تضحيات كبيرة، ومن الصعب تحديدها أو التنبؤ بها، وفي كل عصر ولكل ثورة أدوات يستخدمها الثوار للتواصل وللنشر وللتوعية العالمية.

اعتمدت الثورة الإسلامية في إيران على كاسيت صوت احتوى على عظات الخميني التي كانت تسجل في مقر إقامته، في باريس، ثم توزع في أنحاء إيران التي كانت تحت حكْم الشاه.

في الانتفاضة الفلسطينية الأولى كان للفاكس دور هام، إذ كان وسيلة التواصل بين الداخل الفلسطيني والخارج، كما كان للفاكس دور أساسي في توزيع البيانات السرية المرقمة والصادرة عن القيادة الوطنية الموحدة. وكان أحد أهم التوجيهات الصادرة عن القيادة الموحدة تلك المتعلقة بأشكال مختلفة من العصيان المدني والمقاطعة ومنها إعلانات الإضراب الجزئية والشاملة. وقد شكّل العصيان المدني إزعاجاً كبيراً للمحتلين عبر اختلاف توقيت القيادة عن توقيت الاحتلال (صيفي وشتوي)، فكانت قرارت القيادة وعن قصد تختلف عن التوقيت الإسرائيلي، الأمر الذي كان يستطيع كل فلسطيني تطبيقه من دون تكلفة كبيرة، إلا أن العديد من الشبان كان يتم توقيفهم، وكان جنود الاحتلال يكسرون ساعة يد كل فلسطيني يضبط ساعته على توقيت الانتفاضة.

في انتفاضة الأقصى كان للتلفزيون، خاصة فضائية “الجزيرة” حضوره المهم، فالشباب كانوا يتظاهرون في النهار، ويشاهدون أنفسهم في المساء على الشاشات، وهو ما لعب دوراً هاماً في تقوية المنتفضين وتشجعيهم.

لم يعد للكاسيت أو الفاكس أي دور يذكر في الأحداث الجارية، حالياً، في فلسطين، وحتى فضائيات “الجزيرة” و”العربية” وغيرهما منشغلة في حروب محلية عربية، في سوريا واليمن وليبيا.

يشكّل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك، المصدر الأساس للتواصل وللنشر المحلي والإقليمي والعالمي، وتسمح تقنيات الفيسبوك الحديثة للمشارك العادي القدرة على نشر الفيديو، بصورة فورية عن كاميرات الهواتف الذكية بتقنيات عالية، وهو عامل مهم في توثيق ونشر صور قمع “إسرائيل” وإرهابها ضد الشباب الثائرين على الاحتلال والاستيطان الكولونيالي.

يشكّل الشباب تحت 29 عاماً حوالي 70% من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، حسب تقارير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ويعتبر المشاركون الفلسطينيون في خدمات الفيسبوك من أعلى مستويات العالم مقارنة مع عدد السكان.

تشكل وسائل الاتصال أمراً أساسياً في استمرار وإنعاش أي حالة ثورية، وينطبق الأمر نفسه على الحالة الفلسطينية، مع التذكير أن وسائل الاتصال لا تصنع ثورة، إنما تخلفها الشعوب وتستخدم الوسائل المتوفرة لضمان استمرارها ونجاحها.

* داود كتّاب:  مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من المحطات التلفزيونية والإذاعية في فلسطين والأردن والعالم العربي.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .