أكتوبر 16 2014

مواقف ثابتة

نشرت بواسطة الساعة 12:32 م تحت فئة غير مصنف -

بقلم داود كُتّاب

هناك ثلاثة أمور نصر عليها في راديو البلد. إننا إذاعة مجتمعية يملكها المجتمع بأسره وله الحق في توجيهنا وتقديم النصيحة لنا. الأمر الثاني هو أن تلك النصائح والتوجيهات يتم ترجمتها من خلال مجلس أمناء يمثل المجتمع الأردني وتتحول لأنظمة نلتزم بها. أما الأمر الثالث فهو أننا لا نقبل بأية جهة أو طرف خارجي التدخل في سياساتنا التحريرية والإعلامية والبرامجية خارج الأنظمة المتفق عليها مع مجلس أمنائنا والتي يتم ترجمتها من خلال تعميمات دورية لكي يتعرف عليها الزملاء وخاصة الجدد منهم.  المشكلة تحدث أحيانا عندما يتم التعاون مع متطوعين جدد أو أشخاص لسبب أو آخر غير متطلعين على أنظمتنا وعلى تعميمات الإدارة.

المقدمة هذه تأتي بسبب المشكلة التي واجهتنا في ساعة متأخرة جداً حيث تم بث مقطوعة موسيقية اعتبرها شخص يقول إنه موسيقي أنها تسيء للديانة الإسلامية رغم أن التعليقات عليها من اليوتيوب لا تشمل أي شخص يعتبرها إساءة.  المهم في الموضوع هو أننا وجدنا أنفسنا في موقف حرج حيث إننا ملتزمون بقرارتنا والتي تشمل أن لا نبث أية مقطوعة ذات صبغة دينية وينطبق ذلك على عدم بث الترانيم المسيحية في الأعياد أو بث الآذان في شهر رمضان أو أي وقت آخر.

من ناحية أخرى لم نرد أن نثير اهتمام جمهورنا الملتزم من خلال الرد على التهجم علينا حول مقطوعة بثت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والتي تم سحبها من قائمة البث وثم مراجعة الزميل المتطوع ومديره لتأكيد موقفنا الممتنع عن بث أية مقطوعة ذات صبغة دينية.  ولكن الأمور لم تنتهِ هنا كما كنا نرغب.  فمن الواضح أن هناك فئة ما أرادت تجيّش الموضوع وخلقت رسومات تدعي باطلاً أننا نسيء للديانة السماوية كما وزاد الطين بلة أن أحد الزملاء الموجود في الخارج في إجازة تبرع بدون التنسيق معنا بأن الإذاعة ستستمر ببث تلك المقطوعة للفنان فاروق وهو ما يخالف ما كنا قد قلناه للصحفيين الذين اتصلوا بنا مما أجبرنا بنشر بيان مقتضب اعتذرنا فيه على ما حدث. إعتذارنا لم يكن حول مضمون المقطوعة والتي نتركها للجمهور أن يقرر مصيرها ولكن لأننا من خلال زميل متطوع خالف وعدنا لجمهورنا.

نحن في راديو البلد نرفض وبشدة أية محاولات تدخّل أو إرهاب فكري في ما ننشر أو نبث ولكننا مصرون أيضاً أن نحترم التزاماتنا وقرارات مجلس أمنائنا. لا يعني ذلك أن تلك القرارت منزلة وأنه من غير الممكن تغييرها.  فنحن مؤسسة لنا رأي وبنفس الوقت نتفاعل بأمانة مع جمهورنا ولا نخاف من التغيير.  وحتى في مجال المقطوعة المذكورة فقد قرر مجلس التحرير إجراء تقرير معمق يشمل كافة الآراء لعل وعسى أن نستفيد من هذه الزوبعة لإجراء نقاش عقلاني لا بد منه حول الممنوعات والمسموحات في حياتنا.

تشكل الموسيقى عاملاً أساسياً في أي مجتمع وبالنسبة لنا فإن ما يميّز إذاعتنا هو العمل الجاد على البحث عن الجديد والمتجدد والنوعية الخاصة في الموسيقى لعرضها لجمهورنا الكريم والذي لم يبخل بالتفاعل مع سياستنا الموسيقية من نقد ومدح ونصيحة والتي نأمل ان تستمر ويخطيء من يعتقد أن الإعتذار الذي نشرناه يعبر عن تخوف أو تراجع.  فنحن اعتبرنا الإعتذار عن مخالفة لأنظمتنا أمراً طبيعياً لكي نؤكد من خلاله أن لدينا الشجاعة بقول الحق دون أن يشكل ذلك أي تراجع عن سياستنا المعروفة بدعم الإعلام البديل والجيد  والنشر دون أي تردد للأخبار والتحقيقات الصادقة والمتوازنة وبسقف عالٍ فضلاً عن الدعم اللامحدود لمشروع تكوين المعبر عن الآراء التنويرية لمفكرين نعتز بهم وبإبداعاتهم.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .