فبراير 16 2014

بعد عام ونصف من الاعتراف بدولة فلسطين… ما الجديد؟.. مقابلة خاصة مع المالكي

بيت لحم/pNN- في مقابلة أجراها الصحفي والإعلامي داوود كتاب مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حول الأوضاع الحالية جاء فيها:

داود كُتاب: أنت والخارجية كان لكم دور كبير في تحصيل الإعلان بالإعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة وانتقدكم كل من إسرائيل وأميركا ولكن الآن وبعد مرور سنة ونصف هل نتج عن هذا الإعلان أي شيء أم كان مضيعة للوقت كما يقول الإسرائيليون؟

رياض المالكي: لا بالعكس حصلنا على أشياء كثيرة:

· نحن الآن في الأمم المتحدة موجودون كدولة ولكن غير عضو إلا أنه يتم التعامل معنا كدولة وليس كهيئة أو منظمة التحرير الفلسطينية وأصبح اسمنا في كل الجلسات “دولة فلسطين”.

· طُلب منا الآن أن نساهم في موازنة الأمم المتحدة. وسنساهم في هذه الموازنة.

· ساهمنا كدولة في اختيار وفي التصويت على أعضاء جدد في محكمة العدل الدولية من القضاة. أصبح لنا الحق.

· الآن في وضعنا الحالي نستطيع أن نتقدم بطلب لنصبح أعضاء في الكثير من المنظمات الأممية المتخصصة ونوقع على الإتفاقيات والمعاهدات الدولية المختلفة.

داود كُتاب: لم يحدث ذلك حتى الآن.

رياض المالكي: بغض النظر. هو قرار سياسي وأصبحت هذه الإمكانية متوفرة.

نستطيع الآن أن نوقع على كل الإتفاقيات والمعاهدات وأن نصبح أعضاء في الكثير من المنظمات الأممية المتخصصة. لماذا قررنا أن نؤجل؟ لأسباب مختلفة، جزء منها مسؤوليتنا الدولية والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع الدولي حتى لا نغير في النظام الدولي المتعدد. رأينا ماذا حدث مع اليونيسكو وانسحاب أميركا من هناك. إذا لم ندخل في بقية المنظمات ونستطيع، قد تتضرر هذه بقية المنظمات الأممية من خلال إمكانياتها في تنفيذ مشاريعها وبرامجها. هذا جزء من المسؤولية. لا يعتبر هذا ضعفاً بل قوة. هذا متوفر. الآن الإدارة الأميركية وكيري يعلمان ذلك تماماً وكذلك الإسرائيليون. لهذا السبب على سبيل المثال استطاع الرئيس أن يستحصل على اتفاق من نتنياهو عبر كيري بأن نؤجل الذهاب لطلب العضوية لهذه المنظمات مدة تسعة أشهر مقابل إطلاق سراح 104 أسرى ما قبل أسلو. وهذا كله يساوي جزء من الإنجاز.

بعد ما حصل تم رفع مستوى تمثيل بعثاتنا خاصة في أوروبا الغربية إلى أعلى مستوى ممكن ما دون السفارة وأصبح رئيس البعثة يسمى سفيراً ويقدم أوراق اعتماده لرئيس الدولة ويحظى بكل الإمتيازات والحقوق دون أية مشكلة. وهناك دول مثل الدول الإسكندينافية غيرت من قوانينها من أجل هذا الموضوع. إذاً هناك إنجازات حقيقية.

داود كُتاب: لقد عدت أمس من اليونان هل زيارتك كان لها علاقة بموضوع المقدسات المسيحية وإمكانية وجود حل لموضوع القدس أم لم تكن لها علاقة؟

رياض المالكي: التركيز الأساسي في زيارتي إلى اليونان كان مرتبطاً بالجزء الأول أن اليونان تترأس الإتحاد الأوروبي في هذه المرحلة.

داود كُتاب: هل ما زال لديهم هذه الترويكا.

رياض المالكي: نعم لا زال. هم يعقدون لقاءات عندهم ويستطيعون أن يحددوا أجندة اللقاءات وأولوية الإجتماعات. فبالتالي كنا نحن معنيين أن يتم التأكيد على …

داود كُتاب: هل يستطيعون أن يفرضوا على آشتون؟

رياض المالكي: هم لا يفرضون بل يستطيعون أن يدعوا لاجتماعات ويحددوا جدول الأعمال

داود كُتاب: عن موضوع المقاطعة للمستوطنات؟

رياض المالكي: نعم، نعم. ونحن تحدثنا معهم بهذا الخصوص، موضوع الأفكار الرئيسية للإتحاد الأوروبي.

داود كُتاب: هل نفذوها؟

رياض المالكي: طبعاً. أردنا التأكد من أنها تنفذ وأن جميع الدول ملتزمة بها وعدم التراجع في هذا الموضوع والتقدم والإجراءات العقابية في حال أخل أحد وما هي الخطوات القادمة. بالنسبة لنا كان هذا موضوعاً مهماً. نفس الشيء في موضوع آخر، تحدث السيد الرئيس عن قوات دولية ال NATO. التقيت شخصياً مع وزير الدفاع الذي كان وزيراً للخارجية ويترأس مجلس وزراء الدفاع للإتحاد الأوروبي. تحدثنا عن هذا الموضوع أيضاً وأنه سيكون هناك أيضاً نقاشات سيطرحها على جدول الأعمال لوزراء الدفاع للإتحاد الأوروبي؛ بالإضافة إلى أنه سيلتقي مع سكرتير عام ال NATO قريباً وسيطرح هذا الموضوع. لهذا السبب كانت زيارتنا في هذا الإطار بالإضافة إلى العلاقة الثنائية إذ قررنا أن نعمل لجنة وزارية مشتركة ولجان تخصصية والتوقيع على اتفاقيات ثنائية وتعزيز العلاقات الثنائية ما بين اليونان وفلسطين.

داود كُتاب: في موضوع الNATO هناك اليوم موضوع رئيسي في الصحف وهو أن نتنياهو موافق على وجود طرف ثالث لكنه غير موافق على أن يكون ال NATO والسؤال هو هل موضوع ال NATO هو موضوع حديدي بالنسبة لنا أم أننا يمكن أن نقبل كما حدث في سينا كما قبلت مصر؟ Multilateral-Multi-National force

رياض المالكي: إذا ما عدنا إلى موضوع ال NATO كما طُرح في المرة الأولى عندما كانت النقاشات تتم بين الرئيس وأولمرت وبعد ذلك مع جورج دبليو بوش، كان أولمرت يقول عندما طرح الرئيس فكرة القوة الثالثة هل تريد أن تجلب قوة عربية أو تركية أو أندونيسية؟ أجاب الرئيس إن كنتَ لا تريد تلك القوى حسناً، فأنا أوافق على القوة التي توافق عليها. تمت الموافقة على ال NATO من قبل أولمرت وجورج دبليو بوش الذي وضع شرطاً عندما وافق بأن تكون قيادة ال NATO قيادة أميركية. وافق الرئيس على هذا الشرط حتى ولو شمل ال NATO يهوداً.

داود كُتاب: أن يوافق نتنياهو على طرف ثالث أعتبره اختراقاً. كيري قال ذلك.

رياض المالكي: صحيح ولكن ليس بهذه القوة من حيث الصياغة. نحن نقول أنه ليس لنا مشكلة بأن تكون القوة متعددة الجنسيات بشرط ألا تشمل أي جندي إسرائيلي.

داود كُتاب: يعني أنكم لا تصرون على ال NATO.

رياض المالكي: كلا، نحن نقول أنه ليس لنا مشكلة مع طرف ثالث متعدد الجنسيات. لقد وافقنا على ال NATO لأنه أكثر ضماناً للأميركيين.

داود كُتاب: مفروض أن يكون كذلك.

رياض المالكي: خاصة وأن هناك تنسيق بين إسرائيل وال NATO وتشارك إسرائيل في مجموعة من اللقاءات في بروكسل في مقر ال NATO. اعتبرنا أن نريحهم من ناحية ال sophistication وال professionnality و.. و.. وأنه هناك connectivity بينهم.

داود كُتاب: هل هذا الكلام يتعلق فقط على وادي الأردن أم أيضاً على فلسطين؟

رياض المالكي: We have no problem whatsoever ولكن for how long

داود كُتاب: يبدو أن الموقف الفلسطيني الرسمي نحو سوريا تغير. كان دائماً يقول أننا على مساحة متساوية مع كل الأطراف.

رياض المالكي: صحيح

داود كُتاب: قال الوزير مجدلاني قبل الرواية الرسمية لبشار الأسد بما معنى أن المسلحين هم الذين يسببون مشكلة عدم دخول الإمدادات الإنسانية إلى مخيم اليرموك. هل يوجد تغيير؟

رياض المالكي: كلا، لا يوجد تغيير في الموقف الفلسطيني بشأن الموضوع السوري. لا زلنا ننأى بالنفس ولا زلنا نعتبر أن الحلأن الحل السياسي التفاوضي هو الحل الأسلم لحماية سوريا وحماية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنقاذ سوريا مما يحدث فيها الآن. نحن معنيون بالحفاظ على وحدة سوريا وبعودتها إلى وضعها الطبيعي وبأن يكون لسوريا موقف قومي جيد تجاه فلسطين وبألا تقسّم سوريا.

داود كُتاب: ولكن الحكومة السورية ليست موجودة في الجامعة العربية ولكنكم التقيتم مع بشار الأسد؟ ألا يوجد تناقض في ذلك؟

رياض المالكي: كلا. نحن لا زلنا نحافظ على سفارتنا في دمشق ولن نغلقها وسفارتنا من السفارات القلائل التي تعمل في دمشق والسبب في ذلك يعود إلى أنه يوجد لدينا حوالي 600 ألف فلسطيني يجب أن نحافظ على حياتهم ويجب العمل لعدم زجهم في أتون الحرب الأهلية الجارية. وهذا يعني أنه يجب أن تكون لدينا علاقات مع كل الأطراف حتى نحمي الفلسطينيين في داخل سوريا.

داود كُتاب: بما فيها إيران؟

رياض المالكي: ليس لدينا أية مشكلة في التواصل مع أية جهة. نحن نتحدث عن طرفي الصراع في سوريا.

داود كُتاب: ولكن جبريل الرجوب ذهب إلى طهران.

رياض المالكي: هذا شيء آخر.

داود كُتاب: ليس له علاقة بالقرارات الخارجية.

رياض المالكي: ليست له أية علاقة. يتم معالجة القرارات الخارجية إما من قبل الرئاسة أو الوزارة الخارجية.

داود كُتاب: قال إنه ذهب باسم الرئيس.

رياض المالكي: هو يستطيع أن يقول ما يريد.

داود كُتاب: هل لانه من حركة فتح؟

رياض المالكي: ليس أكثر من ذلك.

داود كُتاب: هل لدينا سفارة في إيران؟

رياضي المالكي: عندنا سفارة في إيران.

داود كُتاب: كيف هي علاقتنا مع الروحاني وجماعته؟

رياض المالكي: علاقة عادية جداً أي ضمن الحد الأدنى.

داود كُتاب: هل تراه وتسلم عليه؟

رياض المالكي: حضرت تنصيب الروحاني.

داود كُتاب: كيف كان؟ رسمياً و..

رياض المالكي: التقيت به وتحدثت معه ولي أيضاً علاقة مع وزير الخارجية جواد ظريف. والتقيت معه في أكثر من مناسبة. وكما تعلم حالياً تترأس إيران حركة عدم الإنحياز. عقدنا في شهر أيلول/سبتمبر الماضي في الأمم المتحدة اجتماعاً خاصاً للجنة الخاصة بفلسطين وهو الذي ترأس الإجتماع. كما أنه هو الذي ترأس الإجتماع لحركة عدم الإنحياز على مستوى وزراء الخارجية وكان بيني وبينه تواصل مستمر.

داود كُتاب: يعني أن علاقتنا مع إيران مربوطة بعلاقتنا مع أميركا؟

رياض المالكي: كلا، ليس له علاقة. نحن نحدد علاقتنا مع أية دولة بناء على مصالحنا مع تلك الدولة. ليس هناك ما يربط. حضر السيد الرئيس قمة عدم الإنحياز في طهران عندما كان أحمدي نجاد موجوداً. التقى مع أحمدي نجاد وسمّعه كلاماً قاسياً وقوياً بخصوص ما يقوله أحمدي نجاد.

داود كُتاب: ولكن الآن تغيرت إيران؟ ألا نرد على هذا التغيير بأن يحدث تقارب أو تدفئة أم أنتم خائفون؟

رياض المالكي: كلا، ليست لدينا أية مشكلة. في حال تم توجيه الدعوة لي من قبل جواد ظريف سوف ألبي الدعوة. وإذا وجه الدعوة للرئيس محمود عباس لزيارة طهران سوف أناقش هذا الموضوع مع وزير الخارجية للعمل من أجل التحضير للزيارة.

داود كُتاب: هل يوجد تفكير في هذا الشأن؟

رياض المالكي: كلا، ليس لنا أية مشكلة في ذلك على الإطلاق في حال تم توجيه دعوة له. لا نغلق الأبواب وإنما نفتح الأبواب مع كل الدول. هذه هي سياسة فلسطين.

داود كُتاب: مع موضوع إيران هناك موضوع غزة، هناك اتهامات من حماس أن الحكومة الفلسطينية اتُهمت من قبل حماس بأنها تتعاون مع الحكومة المصرية لتضييق الخناق على غزة بهدف إسقاط حماس. ما هو ردكم على هذا الإتهام؟

رياض المالكي: هذا غير منطقي وغير مقبول لأنه لو أردنا إسقاط حماس كانت لدينا الوسائل والطرق والفرص الكثيرة في الماضي.

داود كُتاب: يعني عسكرياً؟

رياض المالكي: عسكرياً وغير عسكرياً. نحن لا زلنا نغذي قطاع غزة بكل ما يحتاجه.

أولاً من رواتب، إذ أكثر من نصف ميزانية السلطة تذهب إلى قطاع غزة.

ثانياً، نحن ندفع فاتورة الكهرباء والماء بشكل كامل رغم أن حماس تجني هذه الفاتورة من كل المواطنين ولا تعيد دفعها.

ثالثاً، نحن مسؤولين عن قطاع الصحة بشكل كامل وندخل الأدوية بشكل مستمر إلى قطاع غزة بملايين الدولارات. نحن نتحمل مسؤوليتنا في قطاع غزة كدولة مسؤولة عن قطاع غزة كجزء من الأرض الفلسطينية.

داود كُتاب: ولكن غزة هي نقطة ضعف للفلسطينيين في المفاوضات.

رياض المالكي: لهذا السبب لا زالت المحاولات مستمرة من قبل القيادة الفلسطينية لتذليل هذه العقبات التي تضعها حركة حماس. وآخر خطوة كانت انتقال ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية إلىى قطاع غزة للقاء المسؤولين في حماس بما فيهم اسماعيل هنية. اليوم يوجد لقاء مع اسماعيل هنية بشأن هذا الموضوع. وهذه مبادرة. الرئيس التقى بالشاعر ناصر الدين في مقر الرئاسة قبل أسبوع. وهذا جزء من المبادرات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية من أجل إنهاء حالة الإنقسام.

داود كُتاب: هل سيزور الرئيس محمود عباس غزة كما دعته النائب راوية الشوا؟

رياض المالكي: سيزور غزة ولكن ليس الآن لأنه إن لم يكن هناك معطيات ونتائج مباشرة للزيارة فما هو الهدف من الزيارة.

داود كُتاب: الزيارة تعطي أملاً.

رياض المالكي: تعطي أملاً من خلال المتابعة مع قطاع غزة ومن خلال الجهد الذي يبذله من أجل قطاع غزة.

داود كُتاب: أنت لست مع فكرة أن يزور غزة حالياً.

رياض المالكي: أنا مع فكرة أن ينزل عندما تنتهي حالة الإنقسام. ولكن لن ينزل الآن تحت حماس، على الإطلاق، قطعاً لا.

داود كُتاب: بشأن موضوع المقاطعة وال BDS، تظهر إشارات مختلطة، يعني: أبو مازن في جنوب أفريقيا يوافق على مقاطعة المستوطنات وليس إسرائيل، بعض أعضاء اللجنة التنفيذية يمدحون الBDS. هناك عدم وضوح في موضوع المقاطعة مع أنه يعتبر سلاحاً غير عنفي وأبو مازن مع اللاعنف.

رياض المالكي: نحن في نظام تعددي ديمقراطي منفتح يستطيع كل إنسان أن يقول رأيه بما فيها أعضاء اللجنة التنفيذية، بما فيها أعضاء اللجنة المركزية وبما فيها من كان. إذا أردت أن تأخذ الموقف الرسمي فإنه يقول: نحن في الوقت الذي نعمل فيه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بناء على حل الدولتين، دولة فلسطينية إلى جوار دولة إسرائيل، يعيشان في أمن وسلام فإن موضوع المقاطعة ليس ضمن خطتنا أي مقاطعة دولة إسرائيل. لا نستطيع أن نتحدث عن مقاطعة دولة إسرائيل وفي نفس الوقت نفاوضها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام. هذا هو التناقض بعينه ونحن ليس لدينا أي تناقض في هذا الشأن. الموضوع بكل وضوح هو أننا نميز أن هناك استيطان غير شرعي وغير قانوني وكل ما ينتج عن ذلك الإستيطان فهو أيضاً غير شرعي وغير قانوني بما فيها منتوجات المستوطنات والعمل فيها. هذا هو موقف السيد الرئيس.

داود كُتاب: المفاوضات تحتاج إلى آلية ضغط أي إن كنت لا تتسلح بموضوع المقاطعة حتى كيري لمح أنه يمكن أن يكون هناك مقاطعة؛ ما الذي يقوّي موقفكم في عكس ضعفنا مقابل إسرائيل إن لم يكن لدينا مقاطعة؟

رياض المالكي: صحيح. نحن لا نستطيع أن نتعامل ضمن ازدواجية المعايير. موقفنا واضح. إزدواجية المعايير ليست سياستنا، هي سياسة دول أخرى بما في ذلك إسرائيل ولكن ليست سياسة فلسطين. نحن واضحون ما نقوله فوق الطاولة نقوله تحت الطاولة والعكس صحيح. ما نقوله أننا نريد أن نتعايش مع دولة إسرائيل إذا كنا نريد ذلك معنى ذلك أننا لا نستطيع أن نبدأ بمقاطعة دولة إسرائيل. ولكن إسرائيل هي من خلال سياستها الإحتلالية وما تقوم به ضد الفلسطينيين والتقارير التي تصدر عن كل المحافل الأممية والمتعددة تجعل إسرائيل نفسها عدوة ذاتها.

داود كُتاب: في السياسة كل العالم يلعب الإزدواجية هذه وأنت تقول أن إسرائيل تلعبها.

رياض المالكي: لماذا؟ هذا الموقف ليس ساذجاً.

داود كُتاب: هو موقف صادق وملائكي وجميل ولكن ما الذي نستفيد منه؟ هل يعطينا أحدهم credit أننا رافضون مقاطعة إسرائيل؟

رياض المالكي: نحن غير رافضين. نحن لا نبادر ولا ندعو.

داود كُتاب: لكن لا نعارض.

رياض المالكي: ليست مشكلتنا أي إذا الBDS يعملون فلن نقول لهم لا تعملوا شيئاً، هذا عملهم وليس عملنا.

داود كُتاب: ألا يشترك سفراؤك في أي نشاط له علاقة بالBDS ?

رياض المالكي: طبعاً لا لأن هذا ليس سياسة الدولة ولا هو عمل رسمي ولكن نحن مع مقاطعة منتجات المستوطنات ومع تطبيق الخطوط الرئيسية التي تم التعامل معها. لهذا السبب كان هذا من أهم البنود في نقاشاتي مع وزير خارجية اليونان.

داود كُتاب: هل أنت مع مقاطعة الصودا ستريم القائمة على مستوطنة بالقرب من مستعمرة معاليه أدوميم؟

رياض المالكي: بالتأكيد.

داود كُتاب: هم يقولون أن القيادة الفلسطينية موافقة مبدئياً بأن تكون مستعمرة معاليه أدوميم جزء من المستوطنات التي ستنضم إلى إسرائيل. فإذاً أنتم موافقون.

رياض المالكي: من الذي قال ذلك.

داود كُتاب: الإسرائيليون ادعوا.

رياض المالكي: لا يهمني ما يقوله الإسرائيليون. هل سمعت مني مرة بأنني أقول أن هذه المنطقة ستكون جزءً من إسرائيل؟

داود كُتاب: طبعاً لا. إذاً أنتم لا تعتبرون معاليه أدوميم إحدى المستوطنات التي توافقون مبدئياً أو بطريقة غير مباشرة على أن تكون جزء من المقايضة؟

رياض المالكي: هل سمعت من الفلسطينيين يقولون تحديداً ما هي المناطق التي سيوافقون على مقايضتها؟

داود كُتاب: كلا. أنا أسأل فقط.

رياض المالكي: كونك لم تسمع وكون الفلسطينيين لم يقولوا ذلك أبداً والفلسطينيون وافقوا من حيث المبدأ على فكرة المقايضة ولكن لم يحددوا لا المكان ولا الحجم ولا الشكل. هذه قضية تفاوضية؛ وبالتالي كونها قضية تفاوضية وكوننا لم نبدأ نتحدث بهذا الموضوع لا يمكنك أن تتحدث عن المخرجات قبل أن توافق على المبدأ.

داود كُتاب: ويقال إنه إذا تم نقل المصنع إلى إسرائيل سيخسر 500 موظف فلسطيني عملهم.

رياض المالكي: في النهاية هناك تضحيات تتم من أجل تثبيت المبدأ. وهذا المبدأ هو مهم جداً بالنسبة لنا. نحن لا نستطيع أن نطلب من المجتمع الدولي أن يقاطع المستوطنات وأن يسحب استثماراته من المستوطنات بينما نغض النظر عن أبناء شعبنا الذين يعملون في المستوطنات. لا نستطيع. هذه هي الإزدواجية بعينها وهي غير مقبولة. نحن نقول لكل من ينتقدنا في هذا الموضوع: ساعدونا على بناء الإقتصاد الفلسطيني في استثمارات في فلسطين من أجل توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل من الفلسطينيين بما فيهم هؤلاء ال500 الذين قد يخسرون عملهم في حال تم نقل المصنع من هذه المستوطنة إلى داخل إسرائيل.

داود كُتاب: الحكومة الأردنية الممثلة برئيس الوزراء قال في البرلمان الأردني بأنها تطالب الجانب الفلسطيني المصارحة أكثر وكأنه يلمح أن هناك معلومات غير دقيقة. هذا الكلام موجود وتحدث به علناً.

رياض المالكي: في نهاية المطاف التنسيق ما بين القيادة الفلسطينية والأردنية هي في أعلى مستوى ويتم التنسيق على مستوى السيد الرئيس مع جلالة الملك عبدالله الثاني. وهذا التنسيق موجود ومتواصل باستمرار. في كافة الزيارات واللقاءات التي يقوم بها السيد الرئيس فإنه يحرص على لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني لوضعه في صلب التطورات. الآن نحن نعتبر أنفسنا مسؤولين أو السيد الرئيس مسؤول في علاقته مع الجانب الأردني من خلال جلالة الملك. جلالة الملك هو الذي يحدد حجم وطبيعة ومستوى المعلومات التي يريد أن ينقلها إلى حكومته أو مندوبه. هذه قضية أخرى.

حقوق المقابلة لموقع المونيتر

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .