يوليو 25 2016
الآخر وتØÙ…ّل المسؤولية
عن موقع عمان نت
“الخطأ، يا عزيزي بروتوس، ليس ÙÙŠ نجومنا بل ÙÙŠ Ø°ÙˆØ§ØªÙ†Ø§â€ØŒ هذا ما قاله كاسيوس ÙÙŠ مسرØÙŠØ© “يوليوس قيصرâ€. يمكن استبدال كلمة نجومنا بالعديد من الكلمات، مثل “الخطأ يا عزيزي ليس ÙÙŠ الاستعمار أو Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال أو أميركا أو “إسرائيل†أو قطر أو تركيا أو … الخطأ يا عزيزي Ùيناâ€.
كل مرة ØªØØ§ÙˆÙ„ أن تناقش الأسباب أو Ø§Ù„Ø¸Ø±ÙˆÙØŒ التي أدت إلى وضعنا المزري تسمع الأسطوانة Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±ÙˆØØ© Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ التي تتهرب من تØÙ…Ù„ المسؤولية من خلال وضع اللوم على الآخر بدلاً من الإعترا٠بأخطائنا.
لا يعني ذلك أن الأطرا٠الإقليمية والدولية ليست لها أجندات Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© Ù„Ø·Ù…ÙˆØØ§ØªÙ†Ø§ØŒ أو ØØªÙ‰ أنها تعمل على تعطيل مشروعنا الوطني، لكن الخطأ الكبير يكمن ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡Ø§ أن تتغوّل على ØØ³Ø§Ø¨Ù†Ø§ØŒ ÙˆÙÙŠ إعطائها ÙØ±ØµØ© للنمو والتخريب، وأن نتØÙˆÙ„ لأدوات طوعية تعمل على تدمير بلداننا. هل يعني هذا أن كل شيء يأتي من الغرب مشكوك Ùيه، وله أجندة معارضة Ù„Ø·Ù…ÙˆØØ§ØªÙ†Ø§ØŸ الإجابة هي بالطبع لا.
ÙØ§Ø¬Ø£Ù†ÙŠ â€“Ø¹Ù„Ù‰ Ù†ØÙˆ إيجابي- المÙكر عزمي بشارة، مؤخراً، ÙÙŠ مقال٠وضع Ùيه كثير من اللوم على أوضاعنا Ø§Ù„ØØ§Ù„ية بسبب مشكلة الشخصنة والذاتية، إذ يقول على ØµÙØØªÙ‡ ÙÙŠ الÙيسبوك ØªØØª عنوان “أØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ يكون الصراع أبسط مما يبدوâ€:
“قد تعلمت من Ø§Ù„Ø¨ØØ« المعمق ÙÙŠ تاريخ العرب السياسي أنه ثمة أمور لا يمكن إرجاعها إلى صراع طبقي أو أيديولوجي أو سياسي، بل إلى صراع شخصي، وما يقوم عليه هذا الصراع من عطوب أخلاقية وتبلّد ÙÙŠ القيم وانعدام المسؤولية الإجتماعية، وكلها تبرر أية وسيلة ÙÙŠ خدمة الهد٠الشخصي وتلبية Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØØ§Øª ÙˆØØªÙ‰ النزوات الذاتيةâ€.
يمكن أن نقترب من التشخيص المÙيد بعدم لوم الآخرين، وتØÙ…يلهم مسؤولية مشاكلنا، وعدم تقديم الذات على Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامة، التي تهم المجموع، وامتلاك القدرة والجرأة على نقد الذات، ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ والاعترا٠بالخطأ ØÙŠÙ† ÙŠØØ¯Ø«ØŒ والأهم تصØÙŠØ الخطأ، ومنع إعادته مرة ومرات.
تØÙ…ّل المسؤولية الشخصية والجماعية أمر ÙÙŠ غاية الأهمية، ويشكّل أولوية إذا كان لشعوبنا رغبة ÙÙŠ الخروج من أزماتنا المتراكمة، والنهوض لتØÙ‚يق أهداÙنا الوطنية المتمثلة بالاستقلال ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© ÙˆØ§Ù„Ø±ÙØ§Ù‡ÙŠØ©ØŒ وغيرها من الأهدا٠النبيلة.
كي٠يمكن لمن يقبل بتØÙ…Ù„ المسؤولية الشخصية أن ÙŠØÙˆÙ‘Ù„ تلك العملية الجريئة التي تتضمن قدراً من التضØÙŠØ©ØŒ إلى ظاهرة تشكل نبراساً ومنارةً يسير عليها الآخرون من دون أن يتØÙˆÙ‘Ù„ إلى شخص يعتقد أنه ÙŠØ¹Ø±ÙØŒ ÙˆØØ¯Ù‡ØŒ كل ما هو مطلوب للوصول إلى بر الأمان.ØŸ
يتطلب من القائد الØÙ‚يقي، Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ØŒ نسبة عالية من التواضع ليقبل الاستماع لآراء الآخرين رغم علمه المسبق والصØÙŠØ أن آراءهم خاطئة ومضيعة للوقت. السير ÙÙŠ العملية الديمقراطية والمشاركة الØÙ‚يقية للجميع قد تكون أكثر أهمية من النتيجة الأولية.
إذا قبلنا مقولة كاسيوس ÙÙŠ مسرØÙŠØ© يوليوس قيصر أن أخطاءنا ليس ÙÙŠ نجومنا (أو ÙÙŠ المؤامرات التي ØªØØ§Ùƒ علينا)ØŒ إنما ÙÙŠ ذواتنا، Ùمن الطبيعي أن تشكل تلك القناعة عملية نقد ذاتي عميقة وشاملة توق٠تعليق مشاكلنا، ÙƒØ§ÙØ©Ù‹ØŒ على شماعة الآخرين عبر تØÙ…ّل مسؤوليتها.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .