يونيو 09 2016
عندما التقيت Ù…ØÙ…د علي كلاي ÙÙŠ القدس
لم يكن كلاي من الأشخاص الذين يعبّرون بالكلمات Ùقط، بل ترجم أقواله Ø¨Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ØŒ Ø±Ø§ÙØ¶Ø§Ù‹ الانصياع لأمر استدعائه Ù„Ù„ØØ±Ø¨ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ Ø±ÙØ¶ الهروب إلى كندا، ما تسبب بسجنه ÙÙŠ بلاده، ومثّل بذلك نموذجاً Ù„Ø§ÙØªØ§Ù‹ وقدوةً للشباب ÙÙŠ Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم، ÙƒØ§ÙØ©Ù‹ØŒ ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø©ØŒ كما شكّل مثالاً تمنيت التعر٠إليه، وقد تØÙ‚قت أمنيتي على Ù†ØÙˆ غير متوقّع.
ØÙŠÙ† كنت أكتب زاوية ÙÙŠ صØÙŠÙØ© â€œØ§Ù„ÙØ¬Ø±â€ المقدسية ØªØØª عنوان â€œØØ¯ÙŠØ« الساعة”ØŒ أواسط عام 1985ØŒ على شكل مقابلة قصيرة مع شخصية ما ØÙˆÙ„ موضوع الساعة، ØÙŠØ« علمت وقتها من خلال تصÙÙ‘ØÙŠ Ø§Ù„ØµØÙ المØÙ„ية والأجنبية بوصول بطل الملاكمة Ù…ØÙ…د علي إلى القدس الغربية ÙÙŠ مهمة إنسانية ممثلا٠للØÙƒÙˆÙ…Ø© الأميركية للمساعدة ÙÙŠ ØÙ„Ù‘ إشكالية تتعلق بسجناء أو مخطوÙين لدى ØØ²Ø¨ الله.
بدأت الاتصال بÙنادق القدس، وبعد عدة مكالمات نلت غايتي، ØÙŠØ« أجابني مدرّب كلاي، وواÙÙ‚ على طلب مقابلتي شريطة الإجابة على سؤاله: اليوم هو الجمعة.. هل تعر٠مسجداً قريباً يمكن أن نذهب لنصلي Ùيه؟â€. أجبته “مسجد؟ أنت ÙÙŠ القدس ولا بدّ أن تصلّوا ÙÙŠ المسجد الأقصى”. واÙقني ÙˆØ·Ø±Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‘ طلباً آخر: “هل يمكن أن تراÙقنا هناك لنصلّي العشاء؟”. طبعاً كانت ÙØ±ØµØ© لقاء كلاي وإجراء مقابلة معه بمثابة ØÙ„Ù… ÙواÙقت.
اتصلت بصديقي رئيس Ø§ØªØØ§Ø¯ الجمعيات الخيرية الدكتور أمين الخطيب، وأعلمت Ø£ØØ¯ الزملاء المسلمين ÙÙŠ الصØÙŠÙØ© Ù…Ø³ØªÙØ³Ø±Ø§Ù‹ منه عمّا يجب ÙØ¹Ù„Ù‡ بالنظر إلى كوني مسيØÙŠØ§Ù‹. ÙØ±Ø¯Ù‘ عليّ ضاØÙƒØ§Ù‹ بأن عليّ الذهاب وأقوم بشعائر الصلاة مثلهم.
ذهبت مع زميلي إلى الÙندق بسيارتي “الÙيات†الصغيرة، لنراÙÙ‚ البطل العالمي ومدربه إلى الأقصى ØÙŠØ« التقينا الدكتور أمين الخطيب؛ خلعنا Ø£ØØ°ÙŠØªÙ†Ø§ ودخلنا Ùوراً إلى المسجد وكان البطل إلى يميني والدكتور إلى يساري وقمنا سويةً بأداء شعائر الصلاة وراء أمين الخطيب منتبهاً أن أؤديها يطريقة لا ØªÙ„ÙØª غيري إلى أنني غير متقن لها.
عقب الصلاة خرجنا، وإذ بمئات المواطنين تجمعوا على عجل بعد انتقال خبر وصول كلاي كالنار ÙÙŠ الهشيم، وبدأوا يهتÙون باسمه: Ù…ØÙ…د علي، Ù…ØÙ…د علي. Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙˆØ¶Ø¹ صعباً وكاد أن يخرج عن السيطرة، Ùقررنا الخروج من باب جانبي على أن ÙŠØØ¶Ø± زميلي السيارة قرب مدخله.
وما أن اختÙينا ÙÙŠ بيت صغير على مقربة من الØÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ ØØªÙ‰ علÙÙ… أهله بوجودنا، وكان هناك Ø§ØØªÙال بزواج Ø£ØØ¯ أبنائه، ÙØ£ØªÙ‰ إلينا Ø£ØØ¯ كبار الجالية Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية ÙÙŠ القدس وأصرّ Ø¨Ø¥Ù„ØØ§Ø أن ÙŠØØ¶Ø± Ù…ØÙ…د علي ØÙÙ„ Ø§Ù„Ø²ÙØ§Ù ولو لدقائق معدودة. لم يكن هناك إمكانية Ù„Ø±ÙØ¶ عرضه، ØØªÙ‰ غادرنا المكان بسرعة إلى شارع ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ØŒ ÙØªÙˆÙ‚Ùنا لشراء بوستر بغرض إهدائه للبطل، وخلال دقائق تجمّع الشبان ØÙˆÙ„Ù‡ وهتÙوا من جديد: Ù…ØÙ…د علي، Ù…ØÙ…د علي.
توجهنا إلى “مطعم البتراء†ÙÙŠ القدس، الذي يملكه بطل الملاكمة الÙلسطيني Ø´ØØ§Ø¯Ø© دكيدك، الذي طار ÙØ±ØØ§Ù‹ بزبارتنا Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦Ø© له، وأصر أن تÙلتقط له صورة تجمعه مع البطل كما Ø±ÙØ¶ أن Ù†Ø¯ÙØ¹ ثمن وجبة العشاء.
أستعيد قصص ذاك اليوم، والعالم يوّدع بطلاً عالمياً ليس ÙÙŠ الملاكمة Ùقط، إنما لمواقÙÙ‡ الشجاعة. لقد أبى أن يكون تابعاً Ù„Ø£ØØ¯ØŒ بل كان إنساناً ÙØ®ÙˆØ±Ø§Ù‹ ذا كرامة ورؤية إنسانية مميزة، وجريئاً ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن قضيته.
داود ÙƒÙØªÙ‘اب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من Ø§Ù„Ù…ØØ·Ø§Øª Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .