ديسمبر 15 2013
نتانياهو يهاجم إيران ليتجنب استØÙ‚اقات Ùلسطين
بقلم داود كّتاب
تجنب القضايا الصعبة والتركيز على الأسهل هو تكتيك معرو٠جيداً.
يبدو أن هذا كان وما زال تكتيك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو Ùيتجنب القضية الÙلسطينية الإسرائيلية بينما يركز تركيزاً كاملاً تقريباً على إيران ورئيسها المنتخب ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹.
يظهر هذا الهاجس بإيران ورئيسها ØØ³Ù† Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠ Ø¬Ù„ÙŠØ§Ù‹ من خلال تØÙ„يل خطاب نتانياهو ÙÙŠ الجمعية العامة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©. ÙÙÙŠ خطابه الذي Ø§ØØªÙˆÙ‰ 3131 كلمة ذكر نتانياهو كلمتي إيران والإيرانيين 70 مرة، ÙÙŠ ØÙŠÙ† ذكر كلمة يهودي واليهود 15 مرة Ùقط.
من ناØÙŠØ© أخرى، استخدم نتانياهو كلمة Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠ 24 مرة، بينما استخدم كلمة إسرائيل 22 مرة Ùقط. وظهرت كلمة”أمن”ÙÙŠ خطابه ثماني مرات، بينما تمت الإشارة إلى كلمة”سلام”أربع مرات Ùقط.
ÙÙŠ العام الماضي تمادى أيضاً رئيس وزراء إسرائيل ÙÙŠ الخطاب المتشدد ضد إيران عندما رسم الخط الأØÙ…ر على صورة كاريكاتورية لقنبلة، ما ترك المجال واسعاً لرسامي الكاريكاتير ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ التعليقات الساخرة للخوض Ùيه.
ÙˆÙÙŠ ØÙŠÙ† تØÙ€Ù€Ù€Ø§ÙˆÙ„ الولايـــات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وبقية العالم إعطاء الرئيس الإيراني المنتخب ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ ÙØ±ØµØ©ØŒ يبدو أن رئيس ØÙƒÙˆÙ…Ø© إسرائيل يصعّد لهجته الخطابية أكثر مما كانت عليه عندما كان Ù…ØÙ…ود Ø£ØÙ…دي نجاد المتشدد رئيساً لإيران.
تØÙ„يل مقارنة عدد الكلمات يجعل هذه النقطة ÙˆØ§Ø¶ØØ© جداً. ÙÙŠ الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙˆÙÙŠ 2012ØŒ استخدم نتانياهو كلمة إيران أو الإيرانيين 52 مرة بالمقارنة بـالـ 70 مرة لهذا العام، وكلمة السلام 11 مرة العام الماضي مقابل اربع مرات Ùقط هذا العام.
المشكلة، إذاً، هي الصدقية. ØØ¬Ø© نتانياهو تكمن بأنه لا يوجد ÙØ±Ù‚ جوهري بين الزعيمين الإيرانيين. ÙˆØ§ØØ¯ هو ذئب ÙÙŠ ثياب ذئاب، ÙÙŠ إشارة إلى Ø£ØÙ…دي نجاد، والآخر، Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠØŒ ذئب ÙÙŠ ثياب ØÙ…لان.
ما ينساه المسؤول الإسرائيلي أن الموضوع متعلق بصدقيته هو، أكثر من صدقية Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠ. Ùكثيراً ما يرتد Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙ†ÙØ§Ø± الكاذب على المدعي، ÙØ¶Ù„اً عن أن الرأي العام العالمي يشكك ÙÙŠ الأدلة الواهية التي يتم طرØÙ‡Ø§ من هنا وهناك ÙÙŠ الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©.
خلال السنين العشر منذ ØØ±Ø¨ أميركا المضللة ÙÙŠ العراق، بقيت Ø¥ØØ¯Ù‰ الصور الأكثر إيلاماً ÙÙŠ ذاكرة العالم صورة لوزير الخارجية الأميركي الوقور، كولن باول، Ù…ØØ§ÙˆÙ„اً ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ø¯Ø¹Ø§Ø¦Ù‡ØŒ والذي ثبت الآن خطؤه، بأن صدام ØØ³ÙŠÙ† يمتلك Ø£Ø³Ù„ØØ© الدمار الشامل.
وبينما تصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، ÙØ¥Ù† امتلاك إسرائيل ترسانة من الرؤوس النووية كما هو معرو٠عنها ÙˆØ±ÙØ¶Ù‡Ø§ØŒ على عكس إيران، الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© النووية، يجعلان انتقادها إيران صعب Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال.
ØØªÙ‰ لو استطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يقنع بعضهم بوجهة نظره بأن إيران ØªØØ§ÙˆÙ„ تطوير قنبلة نووية، ÙØ¥Ù†Ù‡ سو٠يكون صعباً عليه إثبات أن هذه القنبلة تشكل تهديداً لدولة إسرائيل.
إن المطالب العربية والدولية بأن تكون منطقة الشرق الأوسط بأكملها منطقة خالية من Ø£Ø³Ù„ØØ© الدمار الشامل، خطت أخيراً خطوة كبيرة إلى أمام، عندما واÙÙ‚ السوريون على التخلص من كل Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© الكيماوية.
كانت ØØ¬Ø© إسرائيل ÙÙŠ السابق أن إيران دولة مارقة وأن هدÙها الرئيسي تدمير الدولة العبرية. هذه Ø§Ù„ØØ¬Ø© كانت أسهل بسبب الخطابات Ø§Ù„Ø¹Ø§ØµÙØ© لقادة إيران السابقين.
أما الآن ÙØ¥Ù† إسرائيل ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹ÙŠÙ† عنها ØØ±Ù…وا من هذا Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§ØØŒ الأمر الذي يجعلهم يصرون على استخدام التشبيه بالذئب ÙÙŠ ثياب ØÙ…لان على رغم أن الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وزعماء غربيين ÙŠØªØØ¯Ø«ÙˆÙ† الآن مع الإيرانيين.
ولطالما جادل Ø£ØµØØ§Ø¨ الأمن الاستراتيجي بأن إسرائيل لا تستطيع شن هجوم ÙØ¹Ø§Ù„ على إيران من تلقاء Ù†ÙØ³Ù‡Ø§. وهكذا Ùقيام دور أميركي ناشط هو مطلب لأية مغامرة عسكرية Ù…ØØªÙ…لة ضد إيران. مع ذلك، هذا السيناريو Ø§Ù†ØØ³Ø± بعد أن أظهر البيت الأبيض تردداً ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ ÙÙŠ التدخل العسكري ÙÙŠ سورية.
لذا، إذا كانت صدقية نتانياهو على المØÙƒØŒ وإذا كانت الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وغيرها من الØÙ„ÙØ§Ø¡ الغربيين على استعداد لإعطاء مطالب Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø³Ù„Ù…ÙŠØ© ÙØ±ØµØ© لإثباتها، Ùما هو إذاً الغــرض من الهجــمات الإســـرائيلية المـــستمرة ضد إيران؟
نظرة سريعة على سجل نتانياهو، منذ كان سÙيراً لإسرائيل لدى الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ تظهر ميلاً للمبالغة ÙÙŠ القضايا الإقليمية للØÙاظ على الرأي العام العالمي بعيداً من قضية ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØªØ±ÙØ¶ إسرائيل Ø§Ù„ØªØ²ØØ²Ø عنها ألا وهي قضية Ùلسطين.
ومن Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø±Ù‚ات أن Ø¥ØØ¯Ù‰ Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ الرئيسة المنتشرة ÙÙŠ إسرائيل هي أن إيران تخطط لإضاعة الوقت ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª بينما تطور قدراتها العسكرية النووية. قليلون ÙÙŠ إسرائيل من هم على استعداد للنظر ÙÙŠ المرآة ليروا كي٠استخدمت الدولة العبرية منذ مؤتمر مدريد ÙˆØ§ØªÙØ§Ù‚ات أوسلو هذا التكتيك تماماً لتضييع الوقت من أجل توسيع المستوطنات اليهودية غير الشرعية ÙÙŠ الأراضي الÙلسطينية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„ة، بينما تشارك ÙÙŠ Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª رمزية مسدودة.
قبل مغادرته الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ وعد نتانياهو بأن يقول الØÙ‚يقة ÙÙŠ هذا المنتدى. ما رأيناه كان خطاباً آخر تهرَّب Ùيه من السياسات الإسرائيلية الاستعمارية، وركز على ما Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø³Ø±ÙŠØ¹Ø§Ù‹ ØØ¬Ø© باطلة ÙÙŠ الأوساط العالمية.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .