أبريل 19 2010
القائد العسكري الإسرائيلي يتصر٠كديكتاتور تجاه الÙلسطينيين
* داود كتاب
هناك سبب منطقي لكون إصدار القوانين ÙÙŠ العصر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« تتم بعد تشريعها من قبل ممثلي الشعب التي من أجلهم ÙˆÙØ¶Ø¹Øª. ÙØ§Ù„ØÙƒÙˆÙ…ات تأتي وتذهب، ولكن القوانين ÙÙŠ كثير من الأØÙŠØ§Ù† تبقى.
وباستثناء الدكتاتوريات العسكرية، ÙØ¥Ù† القوانين لا تÙكتب من قبل ممثلي السلطة التنÙيذية الذين يقع عليهم عبء ÙØ±Ø¶Ù‡Ø§ أو من قبل القضاة التي قد يتطلب منهم ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡Ø§. كثيرون من الØÙƒØ§Ù… الشموليين ÙŠÙنشئون هيئة تشريعية رمزية، تتكون من ممثلي الشعب لتكون قادرة على تØÙ…Ù„ هذه المهمة الهامة.
من المؤكد أن القوانين لا تشرّع من قبل الØÙƒØ§Ù… الأجانب، ولا من قبل الØÙƒØ§Ù… العسكريين الأجانب. ÙŠØØ¯Ø« ذلك بالضبط ÙÙŠ كل مكان ما عدا ÙÙŠ الأراضي الÙلسطينية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©.
عندما Ø§ØØªÙ„ الجيش الإسرائيلي الأراضي الÙلسطينية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø© ÙÙŠ شهر ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù† عام 1967ØŒ أصدر القائد العسكري الإسرائيلي أمراً يعطي Ùيه Ù†ÙØ³Ù‡ الØÙ‚ Ø§Ù„ØØµØ±ÙŠ Ù„Ø¥ØµØ¯Ø§Ø± تشريعات لشعب ØªØØª سيطرة جيشه. لقد منØÙ‡ الأمر العسكري رقم 1 السلطة Ø§Ù„ØØµØ±ÙŠØ© للسيطرة على السلطات الثلاثة التنÙيذية والتشريعية والقضائية. ومنذ ذلك الØÙŠÙ†ØŒ صدرت الآلا٠من القوانين من قبل القادة العسكريين الذين تعاقبوا على السلطة والذين يستطيعون بشكل ÙØ±Ø¯ÙŠ ØªØ¹Ø¯ÙŠÙ„ القوانين القائمة أو إصدار قوانين جديدة تماماً دون نقاش أو جدل أو ØØªÙ‰ إعلان عام. وتصدر الأوامر باللغة العبرية. أما الشعب الÙلسطيني التي تخصه هذه القوانين Ùهو- وإلى ØØ¯ كبير- لا علم له بوجودها.
بدأت مؤسسة “الØÙ‚” الÙلسطينية Ù„ØÙ‚وق الإنسان، ÙÙŠ عام 1980ØŒ بالعمل الشاق ÙÙŠ ترجمة ونشر هذه القوانين. كتب Ø£ØØ¯ المؤسسين لمؤسسة الØÙ‚ØŒ وهو رجا Ø´ØØ§Ø¯Ø©ØŒ كتاباً كاملاً عن عملية السيطرة الإسرائيلية التي تدور ØÙˆÙ„ Ù…Ùهوم الØÙƒÙ… بالقانون وليس ØÙƒÙ… القانون. أشادت واشنطن بوست بكتاب Ø´ØØ§Ø¯Ø© “قانون Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„” ÙÙŠ عام 2003 بكونه “مرجعاً ثميناً يعكس غضب ويأس Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø£Ø¹Ø§Ù‚Ù‡Ø§ Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال”.
تهد٠هذه المقدمة الطويلة إلى تسليط الضوء على البنية القانونية التي يخضع ØªØØªÙ‡Ø§ الÙلسطينيون ØªØØª Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال. Ùهم لديهم برلمان Ùلسطيني منتخب، قوانينه يناقشها أبناء Ù†ÙØ³ الوطن قادمون من المجتمعات التي Ø³ÙŠÙ†ÙØ° القوانين على سكانها. وتغطي الصØÙ المØÙ„ية الÙلسطينية ووسائل الإعلام الالكترونية تلك المناقشات، وتنشر ÙÙŠ كثير من الأØÙŠØ§Ù† مشاريع القوانين، وتعلن Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ على هذه القوانين عندما يتم التصويت عليها. ÙˆØÙŠÙ† يقوم الرئيس بتوقيع هذه القوانين، تÙنشر ÙÙŠ الجريدة الرسمية، ولها قوة القوانين التي ÙŠÙ†ÙØ°Ù‡Ø§ القضاة الÙلسطينيون المØÙ„يون باستخدام الشرطة المØÙ„ية Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© Ø¨Ø£Ø³Ù„ØØ© Ø®ÙÙŠÙØ©ØŒ شريطة أن تخدم Ùقط قرارات المØÙƒÙ…Ø© داخل مناطق (Ø£) (ØÙŠØ« Ø§Ù„ÙƒØ«Ø§ÙØ© السكانية) من الأراضي الÙلسطينية.
ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ يمكن لتوقيع قائد عسكري على أمر عسكري صادر بالعبري وغير معمم ÙÙŠ الإعلام الÙلسطيني أن يتم تطبيقه ÙÙŠ جميع المناطق الÙلسطينية بواسطة جيش عسكري مدجج Ø¨Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© ومن خلال قادة عسكريين وضباط من المخابرات.
كان هذا هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ 13 تشرين الأول عام 2009ØŒ عندما أعاد الجنرال غادي شمني، قائد الجيش الإسرائيلي ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الغربية، تعري٠من هو المتسلل (أي شخص دون ØªØµØ±ÙŠØ Ø¥Ø³Ø±Ø§Ø¦ÙŠÙ„ÙŠ خاص ساري Ø§Ù„Ù…ÙØ¹ÙˆÙ„)ØŒ وعقوبة المتسلل تصل إلى سبع سنوات ÙÙŠ السجن ÙˆØ¯ÙØ¹ غرامة قيمتها 7500 شيكل (2000 دولار) Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى الإبعاد.
أعطى الأمر العسكري رقم 1650 الÙلسطينيين والمقيمين ÙÙŠ Ùلسطين من العرب والأجانب ستة أشهر لتصويب أوضاعهم. ومع ذلك، ÙØ¥Ù† قليلين من الÙلسطينيين كانوا على علم بهذا الأمر العسكري ØØªÙ‰ اقتبست مراسلة إسرائيلية عن تقرير لمنظمات ØÙ‚وق إنسان إسرائيلية أن الأشهر الستة ستنتهي ÙÙŠ 13 نيسان، مما سيجعل عشرات الآلا٠من الÙلسطينيين ÙÙŠ خطر السجن والغرامة والترØÙŠÙ„.
إن عمليات الإبعاد ليست جديدة بالطبع على الرغم من أن الإسرائيليين لم يستخدموها مؤخرا بصورة مباشرة.
تقول منظمة ØÙ‚وق الإنسان الإسرائيلية “بتسيلم” إن الÙلسطينيين من الأراضي Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø© يتم ترØÙŠÙ„هم ÙˆÙقا لسلطة قانون رقم 112 من قوانين Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ (الطوارئ) لعام 1945. هذا النظام يخوّل قائد المنطقة “إصدار أمر ÙŠÙØ±Ø¶ على أي شخص الرØÙŠÙ„ والبقاء خارج Ùلسطين”. Ø§Ù„Ù…Ù„ÙØª أن قوانين الطوارئ هذه والتي سنّها الانتداب البريطاني Ù„Ùلسطين كانت تسمى آنذاك بالقوانين “النازية” من قبل مناØÙŠÙ… بيغن.
ÙÙŠ عام 1979 ألغي قانون الطوارئ ÙÙŠ إسرائيل، ولكنه لا يزال ساري Ø§Ù„Ù…ÙØ¹ÙˆÙ„ ÙÙŠ الأراضي Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©. ووÙقا لمنظمة “بتسيلم” الإسرائيلية المعنية بØÙ‚وق الإنسان الÙلسطيني، ÙØ¥Ù†Ù‡ منذ بداية Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي ÙÙŠ عام 1967ØŒ إلى عام 1992ØŒ عندما Ø£ÙˆÙ‚ÙØª إسرائيل عمليات الإبعاد المباشر، تم ترØÙŠÙ„ 1522 Ùلسطينياً من الأراضي Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©. لم Ùيتهم أياً من المبعدين بجريمة جنائية، ولا ØÙˆÙƒÙ… أو Ø£ÙØ¯ÙŠÙ†ØŒ وبالتالي وبموجب القانون يجب أن يعتبروا بريئين من أي جرم.
رغم انه تم توقي٠الإبعاد العلني ÙÙŠ عام 1992ØŒ إلا انه تم تنÙيذ خطة أكثر شؤماً من ذلك بكثير، ألا وهي عملية “الترنسÙير”ØŒ ØÙŠØ« يتم “تشجيع” الÙلسطينيين على المغادرة وعدم العودة عن طريق استخدام الأوامر الإدارية Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ مثل هذا الأمر الأخير. ومن Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø±Ù‚ات أن هذا الأمر لا ينطبق على المستوطنين اليهود الذين ÙÙŠ الواقع يتسللون إلى الأراضي الÙلسطينية، كما أنها لا تنطبق على المستوطنين اليهود الذين يقيمون ÙÙŠ ما يسمى “بالمستوطنات غير القانونية” التي لم ØªÙØ±Ø®Ù‘ص رسمياً من قبل دولة إسرائيل Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©.ÙÙŠ قمة الاثنين ÙÙŠ واشنطن، واÙÙ‚ جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي، باراك أوباما، على أنه ينبغي على كل من الإسرائيليين والÙلسطينيين تجنب الأعمال التي ØªØ¶Ø¹Ù ÙØ±Øµ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ Ù…ØØ§Ø¯Ø«Ø§Øª السلام Ø§Ù„Ù…ØªÙˆÙ‚ÙØ©.
ÙÙŠ الأشهر القليلة الماضية، شهدنا دليلاً ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ على أن إسرائيل تضع٠السلام من خلال بناء المستوطنات اليهودية ÙÙŠ الأراضي Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„ة، Ù…ØªØØ¯ÙŠØ© بذلك خارطة الطريق والالتزامات التي تعهدت بها للإدارة الأمريكية. والآن ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± الإسرائيليون بأن نظرية الصهيونية الأصلية التي تشتهي الاستيلاء على الأراضي بدون الشعب، لا تزال هي الدعامة الرئيسية لهذه الØÙƒÙˆÙ…Ø© الإسرائيلية اليمينية.
وإذا كان أوباما ومستشاروه مهتمون ØÙ‚اً ÙÙŠ هذه المسألة، ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… لا ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† إلى إرسال مبعوث إلى الشرق الأوسط. ما ÙŠØØªØ§Ø¬Ù‡ أوباما ووزيرة خارجيته أو مستشاره للأمن القومي موجود ÙÙŠ مدينة واشنطن. إن الجنرال شمني، وهو الرجل الذي كانت لديه السلطة لسن القوانين ÙÙŠ الأراضي Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø© والذي وقّع على الأمر العسكري رقم 1650ØŒ Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ù„ØÙ‚ العسكري ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø© الإسرائيلية منذ شهر تشرين الثاني من عام 2009.
* الكاتب صØÙÙŠ Ùلسطيني وبروÙيسور سابق ÙÙŠ جامعة برنستون الأمريكية
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .