أبريل 02 2010

نتنياهو يعترف بعدم الرغبة في السلام من خلال الدعوة للتأجيل

نشرت بواسطة الساعة 2:03 م تحت فئة السياسة الفلسطينية -

بقلم داود كتاب

خلال المناقشات التي جرت في واشنطن بين مسئولين أميركيين ورئيس وزراء إسرائيل بينامين نتنياهو، طفت على السطح جملة خطيرة. تحت ضغوط أميركية ودولية لوقف الأنشطة الاستيطانية في القدس الشرقية العربية لمح نتنياهو بأن محادثات السلام قد تتأخر عاما أخر مدعيا أن الفلسطينيين يطلبون “طلباً جديداً.” وإذا تم اعتماد هذا الطلب سنكون عرضة لأن نفقد عاماً آخر,” كما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لم يتوقف الفلسطينيون، منذ عام 1967، عن المطالبة بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية. فالتوسع الإسرائيلي الأحادي الجانب في حدود المدينة وضم الأراضي المحتلة قد تم رفضه بدون تردد من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي بأسره. لم يقبل أي بلد، بما في ذلك الولايات المتحدة، هذه الخطوة الإسرائيلية كما ولا توجد أية سفارة في القدس.

ولكن في حين يبيّن التاريخ بوضوح أن المطالب الفلسطينية بوقف الاستيطان في القدس ليست جديدة، فإن تهديدات إسرائيل المعلنة بشأن تأخير المفاوضات هو أمر جديد وكاشف.

كانت إسرائيل طوال 43 عاماً تدّعي أنها تريد السلام وحريصة على بدء مفاوضات فورية مع العرب. وكان الفلسطينيون والعرب يصرون على أن إسرائيل لا تريد السلام حقاً وإنما تماطل فقط. وافق الأردن على تحويل مسؤوليته إلى منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1973. ومنذ ذلك الحين، ما فتئت إسرائيل تواجَه بحاجتها إلى التحدث مع الفلسطينيين. حاولت إسرائيل أن تراوغ مع منظمة التحرير الفلسطينية من خلال محاولتها الاجتماع مع قادة محليين، بما في ذلك رؤساء البلديات وروابط القرى، بل وساعدت الإسلاميين في غزة على خلق بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية وقد أصبحت تلك المجموعة الإسلامية قوة هائلة تسمى حركة حماس.

طوال هذه العقود، كان موقف إسرائيل المعلن هو إظهار الرغبة في السلام ومحادثات السلام وإظهار، بطريقة أو بأخرى، أن الجانب الآخر هو الذي يجب أن يلام لعدم استعداده لإجراء المحادثات. إن الإحباط الفلسطيني، خلال هذه السنوات، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي والأنشطة الاستيطانية تسببت في لجوء الكثير من الفلسطينيين إلى المقاومة العنيفة، معطين الإسرائيليين ذريعة لإلقاء اللوم لغياب السلام ومحادثات السلام عليهم.

هذا التشويش والتأخر الإسرائيلي في دفع استحقاقات السلام والمتمثل بتحويل اللوم على العرب تم كشفها أخيرا على حقيقتها من خلال تصريحات نتنياهو. إن الفكرة بأن إصرار العالم على تجميد الاستيطان في القدس الشرقية العربية من شأنه أن يسبب تأخيراً لسنة ما هو إلا تأكيد لا يمكن إنكاره في ما يريده الإسرائيليون.

إن تصريحات نتنياهو المعلنة، مع ذلك، ليست جديدة تماماً. في مراحل مختلفة من الصراع العربي الإسرائيلي، طفت على السطح تصريحات مماثلة، كشفت عن رغبة إسرائيل الحقيقة في الاستمرار في احتلال الأراضي الفلسطينية والبقاء فيها بشكل دائم. لقد نُقل عن رئيس الوزراء السابق اسحق شامير قوله، في عشية محادثات السلام في مدريد، أن وفده يعتزم تطبيق تكتيكات التأخير لمدة 10 سنوات أو أكثر إذا لزم الأمر.

ونُقل عن والد نتنياهو بعد أن قال رئيس الوزراء الحالي إنه يقبل بالحل المشروط القائم على دولتين، قوله إن ابنه وافق على حل الدولتين بشروط كان يعلم أن الفلسطينيين لن يقبلوا بها. فقد طالب نتنياهو الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وأن تكون الدولة الفلسطينية المقترحة منزوعة السلاح.

إن الكلمات وحدها لا تكشف نوايا إسرائيل؛ فإجراءات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 هي أكثر القرائن الملموسة لنوايا إسرائيل الحقيقية. عن طريق زرع مستعمرات يهودية بحتة على الأراضي الفلسطينية، فإن الاحتلال الإسرائيلي قد بيّن أنه يرفض الشروط الأساسية للسلام المتمثلة بمبادئ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين.

من الواضح إننا نشاهد انضمام الولايات المتحدة الآن إلى المجتمع الدولي بقولها الواضح: لا يمكن أن تستمر إسرائيل في بناء المستوطنات اليهودية في المناطق التي ستصبح دولة للفلسطينيين. والدولة الفلسطينية، كما تقول أمريكا عنصر أساسي للأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية.

لقد ذكر الجنرال ديفيد بتريوس بوضوح أن عدم وجود حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي يضع الجنود الأميركيين في خطر.

وهكذا، إذا كان الإسرائيليون يريدون تأجيل المحادثات لمدة عام آخر، فهذا يعني أنهم غافلون عن استمرار الخطر الذي يواجه حلفاءهم الأميركيين. هذا سيتطلب بالتأكيد أكثر من جواب شفهي مهذب أو حتى غير مهذب. سيتطلب بطبيعة الحال اتخاذ خطوات ملموسة ومؤلمة من جانب الولايات المتحدة. وإلا سيكون الأميركيون موافقون مع الإسرائيليين على وضع الجنود الأميركيين في طريق الخطر لسنة أخرى.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .