مارس 23 2010

وجهة نظر فلسطينية في دور القدس في المفاوضات

نشرت بواسطة الساعة 9:34 ص تحت فئة السياسة الفلسطينية -

بقلم داود كتاب

ليست هذه هي الطريقة التي كان من المفترض أن تسير فيها عملية السلام، وكان مهندسو المفاوضات دائماً ما يتحدثون عن تأجيل القضايا الصعبة والعالقة حتى الآخر، وفي المفاوضات الفلسطينية/الإسرائيلية، لا يوجد شيء صعب بقدر قضية القدس.

السلوك الإسرائيلي تجاه الولايات المتحدة لديه بديهيته الخاصة، فأنت لا تخوض معركة في بداية المفاوضات، وبالتأكيد لا تحاول إحراج أولئك الذين يُعرفون من بين أفضل مؤيديك في واشنطن.

ولكن هذه ليست أياماً عادية.

فبالنسبة للفلسطينيين، تغيرت التكتيكات التفاوضية، ويشعرون بعد ثمانية عشر سنة على اتفاق أوسلو، أن ما نحتاجه هو عكس هذه العملية، وبدلا من اتباع نهج الخطوة بخطوة، يريد الفلسطينيون بدء هذه الجولة من خلال اتفاقات بشأن حدود الدولة الفلسطينية، وحالما يتم الاتفاق بين الطرفين على الحدود، فإن المفاوضات سوف تركز على تنفيذ الاتفاق – كم من الوقت سيستغرق، ما هي المراحل وهل ستشارك قوات حلف شمال الأطلسي أم لا… الخ.

إذا كانت العملية هكذا، وبما أن الفلسطينيين يقبلون فكرة تبادل الأراضي بصورة عادلة، فإن السؤال الأكبر المتبقي هو القدس، وحتى في القدس هناك مفهوم مقبول لكلي الطرفين، فالإطار الذي وضعه الرئيس كلينتون في آخر فترة ولايته الثانية يثبت الفكرة القائلة بأن الأحياء العربية في القدس ستكون جزءا من الدولة الفلسطينية والأحياء اليهودية منها ستكون جزءا من إسرائيل.

إذا اعتبرنا هذا المفهوم هدفاً لإجراء المحادثات، فإن أية محاولات لنقل المستوطنين اليهود أو لبناء المستوطنات في الأحياء العربية في القدس الشرقية يعادل قلب الطاولات على العملية برمتها.

بالطبع، يرى الكثيرون من المراقبين أن أصعب ما في هذه المعضلة هو الكيلومتر المربع داخل أسوار مدينة القدس القديمة، وكان دبلوماسيون كنديون ولسنوات يبحثون عن أفكارا من شأنها أن تحافظ على حرمة الأراضي المقدسة وتضمن استمرارية الحياة لسكان المنطقة وتتأكد من أن هذا المكان الذي هو من أقدس الأقداس هو منارة للسلام وليس لحرب جديدة.

في موضوع القدس الشرقية – بما في ذلك الأماكن المقدسة المسلمة والمسيحية – إن الفلسطينيين في كل اتجاهاتهم في الحياة متفقون جميعاً أن يكونوا جزءا من الدولة الفلسطينية مع حرية الوصول المنتظمة للجميع؛ ومع بقية المناطق الفلسطينية المفصولة عن القدس نتيجة جدار ارتفاعه 8 أقدام، فإن الدفاع عن المدينة متروك لسكانها العرب، فضلا عن دعم الفلسطينيين الذين هم من مواطني إسرائيل، والمعركة من أجل القدس يمكن أن تكون قد بدأت حتى قبل “المحادثات غير المباشرة”ØŒ وخلافا لهذه القضية أو عودة اللاجئين إلى ديارهم، فإن هذه المسألة لا يوجد لديها هامش للمناورة يهم الفلسطينيين.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .