نوفمبر 21 2009

كلمتى في افتتاح مؤتمر أريج الثاني

نشرت بواسطة الساعة 8:14 م تحت فئة اﻹعلام الناشط -

كلمة داود كُتّاب رئيس مجلس إدارة “أريج” بمناسبة انعقاد مؤتمر أريج الثاني للصحافة الاستقصائية في عمان 20/11/2009

معالي د. نبيل الشريف، وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال

دولة طاهر المصري ممثل الجامعة العربية لشؤون المجتمع المدني

زملاءنا الإعلاميين العرب والأجانب،

ضيوفنا الكرام،

مساء الخير ويسعدنا حضوركم لمؤتمر أريج الثاني في عمان.

قد يعتقد البعض ان عبارة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية جملة متناقضة. و لكن حضور مئات الإعلاميين العرب المؤمنين بأهمية و دور الصحافة الاستقصائية و للسنة الثانية على التوالي مؤتمر أريج الاقليمي هو أفضل جواب للمشككين.

جوابنا يأتي من خلال الجيل الجديد من الإعلاميين العرب الذين عزموا على تخطي العقبات القانونية والسياسية والمجتمعية الكثيرة لكي يكونوا من رواد العمل الاستقصائي بهدف كشف المستور وتفعيل المسألة للمصلحة العامة.

هذا الجيل العربي مصدر فخر لنا جميعا ويبشر ببزوغ فجر جديد لإعلام عربي مهني وصادق ومستقصي .

جميعنا يعرف ان معوقات إعلام صادق ومهني ومستقصي في عالمنا العربي كثيرة – منها وجود سلسلة تشريعات إعلامية مقيدة لحرية التعبير ومجرمة للنقد والإساءة حتى لو كان النقد صحيحا وموجها للمسؤولين الذين اختاروا العمل العامة. ومنها وجود تشريعات تقيد العمل النقابي الحر والمتعدد من خلال إلزامية العضوية بنقابة واحدة تشمل إعلاميين ومالكين للإعلام وتقتصر عضويتها على الإعلام المكتوب. معوقات إعلام مهني وصادق ومستقصي تشمل غياب التشريعات الإعلامية المحفزة لحق الوصول الى المعلومات (باستثناءات قليلة- منها الأردن التي شرعت حق الوصول للمعلومات من خلال قانون جيد ولكنه ليس مثاليا) ومنها ما يطلق عليه الاحتواء الناعم للإعلام.

وأخيرا قد تكون الرقابة الذاتية والتي تمارس يوميا من قبل إعلاميين ومحررين ومذيعين بوعي وبدون وعي أحيانا, أكبر المعيقات التي تعطل بزوغ إعلام مهني وصادق ومستقصي.

للخروج بإعلام عربي مستقل صادق ومهني ومستقصي…. علينا تجاوز المشكلة التشريعية دون التنازل عن الحاجة لتعديلها. نحن بحاجة لخلق مناخ مؤيد ومشجع من خلال مجتمع مدني مؤمن بعملنا, وقطاع خاص مقتنع بمسؤوليته الاجتماعية، Ùˆ مؤسسات إعلامية عربية منفتحة على العمل المهني ومن خلال إعلاميين ومحررين متدربين ومؤمنين بدورهم المهني وقادرين على التصدي للمعيقات القانونية والمجتمعية والذاتية.

لقد حاولنا في المجال المهني أن نزاوج بين أفضل ما هو موجود في تقنيات الإعلام الغربي الذي أدخل مفهوم الصحافة الاستقصائية الى صلب مهامه قبل اربعة عقود وبين أفضل المدربين العرب، ليس بهدف استنساخ ما هو في الغرب ولكن تطبيق تقنيات وأساليب أثبتت نجاحها دوليا في عالمنا العربي .

لقد دعا جلالة الملك عبد الله الثاني قبل عدة سنوات بإطلاق حرية تعبير سقفها السماء. . حاولنا في أريج تطبيق هذا الشعار من خلال خطة إستراتيجية متعددة السنوات تشمل تدريب مدربين عرب، وعقد ورشات عمل للصحفيين وتوفير ميزانيات ومدربين خصوصيون وإعطاء دورا هاما للقانونيين قبيل إخراج عشرات التقارير الاستقصائية المهنية ذات الجودة العالية الى النور. لقد أطلقنا على أسلوب عملنا هذا ” نهج أريج.” ونأمل من خلال مؤتمرنا هذا إيضاح نهجنا ونتائج عملنا ميدانيا وإعلاميا ومجتمعيا.

توسع عملنا منذ مؤتمرنا السابق والذي كان محصورا بسوريا ولبنان والأردن ليشمل فلسطين والبحرين ومصر واليمن والعراق ونرغب بالتوسع لدول أكثر. ولكن ما هو أهم من ذلك ان ننجح بصورة حقيقية وعميقة في خلق ثقافة إعلامية جديدة معمقة وذات ديمومة تشجع على إيجاد إعلام مهني وصادق ومستقصي.

لقد بدأنا التعاون مع مؤسسات إعلامية عربية رائدة بهدف تشجيعهم على إقامة أقسام استقصائية دائمة داخل مؤسساتها الإعلامية. وفي هذا المجال يسعدني إعلامكم انه وبالتعاون مع المعهد الدولي للإعلام سيتم العمل على إقامة أقسام استقصائية في خمسة مؤسسات إعلامية تؤمن بأهمية مأسسة الصحافة الاستقصائية بالأردن ومصر وفلسطين و سيتم تخصيص خبير إعلامي عربي مخضرم ولمدة سنة كاملة بهدف مساعدة تلك المؤسسات لإقامة دوائر استقصائية على أمل ننقل فيما بعد التجربة هذه الى دول عربية أخرى.

لقد بذلت إدارة “أريج” بقيادة المايسترو مديرتنا التنفيذية رنا صباغ-غرغور ونشاط سعد حتر رئيس قسم التحقيقات الاستقصائية وهنادي غرايبة وروزيت فرج ويوسف أبو عودة ورواند أبو حجلة وعشرات المتطوعين الذين بذلوا جهدا دؤوبا لإيصالنا إلى هذا المؤتمر.

كما ولابد من تقديم الشكر والعرفان للمؤسسات المحلية والدولية لدعمها المالي والمعنوي لهذا المؤتمر وبدون دعمهم لم يكن من الممكن حضوركم وإقامة هذا المؤتمر الهام للعام الثاني على التوالي أسوة بشبكات مماثلة تعمل في قارات العالم.

لن نستطيع اليوم الإعلان عن موعد ومكان مؤتمرنا الثالث. مجلس إدارتنا سيكون سعيدا بمناقشة أي دعوة عملية وقادرة على التنفيذ لاستضافة مؤتمر أريج الثالث هنا او في أي بلد عربي أخر.

بوصولنا الى إفتتاح هذا المؤتمر نحن بصدد إضافة صفحة جديدة مشرقة للعمل الجاد بهدف الوصول الى إعلام مهني صادق واستقصائي.

بإسمي و اسم أعضاء مجلس الإدارة يسري فودة- عمر الرفاعي- ندى عبد الصمد- بيا ثوردسون انس يريحو ورنا الصباغ غرغور أرحب بكم في مؤتمر أريج للإعلام الاستقصائي الثاني في العاصمة الأردنية عمان.

أتمنى لنا جميعا مؤتمرا ناجحا يساعد في خلق إعلام مهني صادق ومستقصي.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .