يوليو 24 2008
ØÙˆÙ„ تطوير “المهنية الإعلامية” ÙÙŠ العالم العربي
ØÙˆÙ„ تطوير “المهنية الإعلامية” ÙÙŠ العالم العربي
24 تموز 2008
داود كتاب*
خلال أوقات ÙØ±Ø§ØºÙŠ ØÙŠÙ† كنت أدرس مادة Ø§Ù„ØµØØ§ÙØ© ÙÙŠ جامعة برنستون (الأميركية) واÙقت على طلب من المركز الدولي Ù„Ù„ØµØØ§Ùيين لإنشاء والإشرا٠على دورة تقدم وتدرس على شبكة الانترنت للمهتمين من Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين العرب ØÙˆÙ„ كيÙية إنشاء موقع إلكتروني إخباري خاص بهم. كانت الدورة تجربة مثيرة لتقييم الوضع الداخلي لأعمال Ø§Ù„ØµØØ§ÙØ© العربية إذ شارك ما يقرب من أربعين (40) ØµØØ§Ùيا (على دورتين) ÙÙŠ هذه الدورة التي كانت مدتها ستة أسابيع.
Ùكرت ÙÙŠ هذه الدورة عندما قرأت ÙÙŠ طريق عودتي إلى الأردن عن عرض ØµØ§ØØ¨ الجلالة لنقابة الصØÙيين الأردنيين تمويل صندوق لدعم وتدريب Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين. ÙˆÙÙŠ ØÙŠÙ† قيل الكثير عن عادات الرقابة الذاتية التي Ø£ØµØ¨ØØª السمة المميزة للكثير من Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين نتيجة لسنوات من سيطرة الدولة على وسائل الإعلام، صدمت بالدور السلبي الذي يلعبه كثير من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ø±ÙŠÙ† ÙÙŠ البلدان العربية.
ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ جلسات التدريب، طلبت من المشاركين أن يكتبوا قصة عن ØØ§Ù„Ø© ØØ±ÙƒØ© المرور ÙÙŠ مدنهم. وطلبت من خلال هذه Ø§Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ© أن يجري Ø§Ù„ØµØØ§Ùيون مقابلات ويقتبسوا ثلاثة على الأقل من Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ سواء كانوا مواطنين أو سائقين أو شرطة مرور أو مهندسي مدن. وكمدرب، ÙØ¥Ù† توجيهاتي ركزت على ضرورة الاقتباس بشكل ØØ±ÙÙŠ Ù„ØØ¯ÙŠØ« أولئك الذين أجريت المقابلات معهم، بل إنني Ø£ÙˆØ¶ØØª انني أريد أن أرى ØØ±Ùية الكلمات داخل علامات الاقتباس. وعندما قدم Ø£ØØ¯ Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين المصريين قصته بدون هذه العلامات، Ø§Ø³ØªÙØ³Ø±Øª عن ذلك. ÙØ§Ø¬Ø£ØªÙ†ÙŠ Ø¥Ø¬Ø§Ø¨ØªÙ‡ رغم أنه تعلم ÙÙŠ كلية Ø§Ù„ØµØØ§ÙØ© عن Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى استخدام عبارات الأشخاص الذين يجري معهم المقابلات داخل علامات اقتباس، ÙØ¥Ù† Ø§Ù„Ù…ØØ±Ø±ÙŠÙ† قالوا له إنه ليست هناك ØØ§Ø¬Ø© لاستخدام تلك العلامات.
هذا الدور السلبي Ù„Ù„Ù…ØØ±Ø±ÙŠÙ† يمكن أن يراه المرء ÙÙŠ كثير من الوجوه ÙÙŠ معظم وسائل الإعلام العربية التي ØªÙØªÙ‚ر إلى Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø¡Ø© المهنية باستثناء قصص قد تم إعادة نشرها من وكالات الأنباء الدولية. لقد Ù„Ø§ØØ¸Øª هذا Ø§Ù„Ø§ÙØªÙ‚ار إلى المهنية ÙÙŠ العديد من Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين بما ÙÙŠ ذلك عدم الانتباه إلى مصادر التقارير والضع٠العام ÙÙŠ استخدام المعايير المهنية عند تقديم التقارير المØÙ„ية.
قبل بضع سنوات، تعاقدت Ø¥ØØ¯Ù‰ الصØÙ الأردنية مع مدربة ØµØØ§Ùية عربية رÙيعة المستوى لمدة ستة أشهر. لكن هذه المدربة تركت ÙÙŠ منتص٠الطريق وذلك بسبب العديد من Ø§Ù„ØØ§Ù„ات التي شطب Ùيها Ù…ØØ±Ø±ÙˆÙ† تقارير متقنة Ø§Ù„Ø¨ØØ« كان ØµØØ§Ùيون قد عملوا عليها بجد. إن مثل هذه الأعمال تÙقد Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين Ø§Ù„ØØ§Ùز وتزيد بالتأكيد من مستويات الرقابة الذاتية بينما يتخلى Ø§Ù„ØµØØ§Ùيون عن المهنية Ù…ØØ§ÙˆÙ„ين اكتشا٠التوجهات أو المزاج الشخصي Ù„Ù„Ù…ØØ±Ø±.
كتّاب الأعمدة، ÙØ¶Ù„ا عن Ø§Ù„Ù…ØØ±Ø±ÙŠÙ† ملامون على Ø§Ù„Ø§ÙØªÙ‚ار إلى المهنية هذه والتي يمكن أن تشاهد ÙÙŠ وسائل الإعلام اليوم. بينما كاتب الأعمدة هو بالتأكيد ØØ± أن يعبر عن رأيه أو رأيها، ÙØ¥Ù†Ù‡ ليس ØØ±Ø§ ÙÙŠ أن ترتكز آراؤه على معلومات ثبت Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ù†Ù‡Ø§ كاذبة أو ملÙقة.
لن يواÙÙ‚ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ø± الجيد على العمود إذا شعر أن آراءه تقوم على مثل هذه المعلومات الملÙقة. مثال على ذلك ØØ¯Ø« قبل أسابيع قليلة عندما سقط الإعلام الأردني ÙÙŠ ÙØ® تقرير ملÙÙ‚ ØÙˆÙ„ وجهات النظر السياسية Ù„Ù…Ø±Ø´Ø Ø§Ù„Ø±Ø¦Ø§Ø³Ø© الأميركية. لم تكت٠وسائل الإعلام (ÙÙŠ الغالب) بأنها أخÙقت ÙÙŠ الاعتذار عن نشر هذا التقرير الملÙÙ‚ØŒ بل تم استمرار نشر العديد من الأعمدة بعد أن Ø£ØµØ¨Ø ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ أن القصة غير صØÙŠØØ© بالكلية. ØØªÙ‰ أن Ø£ØØ¯ كتّاب الأعمدة ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ الصØÙ الأردنية اليومية بدأ عاموده بالقول “بغض النظر إذا كان الاقتباس صØÙŠØØ§Ù‹ أم لا” تلاه رأيه الشخصي على Ù…ØØªÙˆÙ‰ Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ لم ÙŠØØ¯Ø« أبداً!
وضع Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين ÙÙŠ الأردن يتطلب منظوراً جديداً. بينما القانون يعتبر Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين Ùقط أولئك الذين هم أعضاء ÙÙŠ نقابة Ø§Ù„ØµØØ§ÙØ© الأردنية، ÙØ¥Ù† الØÙ‚يقة على ارض الواقع هي أن هناك العديد من Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ خارج النقابة لأسباب متنوعة. إن إلزامية العضوية ÙÙŠ النقابة Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© والوØÙŠØ¯Ø© ÙÙŠ الأردن تشمل ØµØØ§Ùيين ÙˆÙ…ØØ±Ø±ÙŠÙ† وناشرين مستبعدةً Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين العاملين ÙÙŠ مواقع الانترنت، والإذاعات الخاصة ÙˆØ§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ† وكذلك Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين العاملين ÙÙŠ وسائل الإعلام العربية والدولية. إن الأجندة الوطنية التي ترأسها نائب رئيس الوزراء السابق مروان المعشر أصدرت خطة Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ 19 نقطة خاصة بوسائل الإعلام شملت إنهاء إلزامية العضوية ولكن تلك الخطة، ورغم أن الØÙƒÙˆÙ…Ø© واÙقت عليها لم تترجم إلى قانون أو سياسة عامة.
ÙˆÙÙŠ ØÙŠÙ† أن نقابة Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين هي المكان الصØÙŠØ لتنظيم أي تدريب Ù„Ù„ØµØØ§Ùيين، ÙØ¥Ù† نقابة الصØÙيين الأردنية سبق لها أن ابتعدت عن التدريب Ø§Ù„ØµØØ§ÙÙŠ بل وهاجمت Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات المستقلة لتنظيم تدريب إعلامي على الرغم من أن رأسمالها يشمل جزءا من رسوم الدخل الإعلاني للصØÙ اليومية الأردنية وتبلغ نسبته 1 ? تØÙˆÙ‘Ù„ شهريا إلى النقابة.
التغييرات ÙÙŠ قطاع وسائل الإعلام مؤلمة ولكنها ضرورية مثل عملية التØÙˆÙ„ إلى الخصخصة التجارية. وبناء عليه، ÙØ¥Ù† نداءات جلالة الملك لتدريب Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين الأردنيين يجب أن تأخذ ÙÙŠ الاعتبار Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى خطة إصلاØÙŠØ© إعلامية أوسع بكثير.
Ùمثل هذه السياسة يجب أن توازن بين Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى طلاق الØÙƒÙˆÙ…Ø© وسائل الإعلام وضمان Ø§ØØªØ±Ø§Ù… المعايير المهنية الذاتية من خلال التنظيم الطوعي للقطاع الإعلامي ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ ضمان الاستقرار ÙˆØÙ…اية Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù…. هذا هو طلب كبير يتطلب اتباع نهج شامل ولا يمكن أن يقتصر على تدريب Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين.
* مدير عام راديو البلد وموقع عمان نت
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .