يونيو 01 2008

الدروس التي تستطيع المقاومة الفلسطينية أن تتعلمها من المقاومة اللبنانية

نشرت بواسطة الساعة 11:56 م تحت فئة السياسة الفلسطينية -

داوّد كُـتّـاب *

يلاحظ المراقب لحركات المقاومة في الشرق الاوسط أن الكثير من اعمالها ونشاطاتها تعكس نوعاًمن التقليد والنقل بعضها عن البعض اكثر من الابتكار وخلق المبادرات الجديدة الاصلية والمبدعة. واذا كان هذا هو حال الناس فهل من الممكن ان نأمل او نرجو ان تقوم حركات المقاومة في فلسطين في التفكير حول كيفية نقل تجربة حزب الله السياسية والاعلامية وكيفية ادارة الأزمات وليس فقط حصر عمليات التقليد للامور العسكرية، فاذا تمحصنا في كيفية ادارة حزب الله للازمات نلاحظ مجموعة من الخصائص الهامة والخطط الناجحة والناجعة والتي قد توفر فرصة نادرة لنجاح المقاومة الفلسطينية.

قراءة سريعة للتحركات حزب الله في السنوات الماضية تظهر حركة تعي بدقة كل ما حولها من الناحية سياسية و تركز على الاهداف المعقولة والتي يمكن الوصول اليها ثم تعمل ببطء وتركيزوهدوء لغاية وصول اهدافها.

في ادارة الصراعات لا يكفي التفوق في ساحات القتال لإحراز النصر، بل لابد وأن يتم تسجيل ذلك النصر في أذهان الناس أيضاً. فعلى مستوى الاعلام نراقب حزب تعلم اللعبة الاعلامية ويناقش الطرف الاخر بالحجة ولا يلجأ لقول ما لايستطيع تنفيذه ولايعطي لأعدائه مماسك قد تؤثر عليه سلبا في المستقيل. فلا يطالب بازالة اسرائيل من خلال تصريحات او بيانات نارية ولكنه يعمل على تحسين وضعه العسكري بهدوء ودون اثارة. أما داخليا فقد عمل حزب الله ليلا نهار مع الوسطاء ومن خلال العصيان المدني لمدة طويلة قبل رفع السلاح ضد ابتاء الوطن. وحتى استخدام السلاح جاء بعد ما اعتبره التدخل بعمل المقاومة من خلال تعطيل جهاز الاتصال للحزب.

Ùˆ في استخدام السلاح- كان ذاك ضد اسرائيل او داخل لبنان – نلاحظ بوضوح وجود قيادة قوية ملتزمة لا تقيل بفوضي السلاح او الاستخدام غير المنسق للعمل العسكري. كما ونلاحظ عدم الرغية بالسيطرة العسكرية الداخلية وعدم الرغبة بظهور مسلحين في الشوارع. وحتى عندما رأينا المسلحين في الشوارع لم يدم ذلك طويلا وقام مسلحو حزب الله بتسليم الجيش اللبناني الاماكن التي سيطر عليها عسكريا. ويفكر المواطن الفلسطيني ماذا لو قامت حماس بتجنب احتلال مواقع الامن الوطني او الحرس الرئاسي في غزة او لو سلمت المواقع للامن الوطني الفلسطيني بدل من الاحتفاظ بها بعد السيطرة..

لقد عودتنا الحركات الإسلامية فلسطينياً وعربياً أنها تفهم معنى العمل السياسي وهو أنها تعمل ضمن الممكن. فنرى الإسلاميين في مصر والأردن يشاركون في انتخابات سياسية في دول يختلفون مع قيادتها خلافاً عميقاً كما ونرى الحركة تعمل في السياسة حتى في إسرائيل داخل الخط الأخضر من خلال المشاركة في الانتخابات البلدية وانتخابات الكنيست.

إن اهم دروس الازمة اللبنانية وكيفية تعامل حزب اللة معها تبين ضرورة ان يتم اعادة التفكير بكيفية ادارة الصراع من قيل الحركات الاسلامية في فلسطين. فإذا كان العمل الاعلامي والسيطرة على ما يقال مهم لدى حزب اللة فيجب ان يكون اكثر اهمية للفلسطينين. وإذا كانت فوضى السلاح مرفوضة لبنانيا فهي مرفوضا عشرات المرات فلسطينيا واذا عرفت الحركات الاسلامية حدودها ضمن ميزان القوى في لبنان فالوضع اهم بكثير فلسطينيا.فمعرفة قدراتك وموقعك ضمن الخارطة الاقليمية امرا في غاية الاهمية..

على حركة حماس و الجهاد الاسلامي وكافة الحركات الفلسطينية دراسة ما حدث في لبنان ونقل ما هو ممكن ومنطقي للساحة الفلسطينية لعل وعسى تتم المصالحة الوطنية ويتم الاستقلال والتحرر والسيادة في فلسطين.

* مدير عام شبكة الاعلام المجتمعي التي تدير راديو البلد وموقع عمان نت وأستاذ إعلام في جامعة برنستون الامريكية

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .