مارس 20 2001

رحلة الحكماء، تصلي، للسلام في الأرض

نشرت بواسطة الساعة 12:00 ص تحت فئة مدونتي -

التقيت عام1993 وفي مدينة القدس مع روبين ونانسي وينرايت. كانا مفعمين بالحماس،لتحقيق مشروع يجذب الاهتمام العالمي لشعوب منطقة الشرق الأوسط، وقبل فترة طويلة سبقت أي تفكير بإحياء الألفية الثانية. وفي ذكرى زواجهما، فكرا طويلا بكيفية إحياء ذكرى الألفية الثانية وبطريقة إيجابية. كان لديهم اقتراحات عديدة، ولكن ما سيطر منها على العقل والخيال هو كيفية إحياء هذه المناسبة بما يتناسب مع تحقيق السلام في المنطقة مع نهاية الألفية الثانية. وقصة الحكماء الذين جاؤوا من الشرق، يذكرها الإنجيل المقدس، وكما وردت في إنجيل متى تدرس في المدارس الغربية كل يوم أحد. وبعض بطاقات المعايدة الخاصة بالميلاد، والزينة والترانيم الدينية بما في ذلك تزيين شجرة الميلاد لا تذّكر برحلة الحكماء هذه. وباستثناء قداسة هذه القصة، قلة من المسيحيين في أنحاء العالم توقفوا للتفكير من أين جاء هؤلاء الحكماء. وكيف كانت المنطقة التي جاؤوا منها وكثيرا من الأسئلة المهمة بالنسبة لوينرايت، وكيف يبدو الشرق الآن. وما هو الطريق الأفضل لإحياء الألفية الثانية عن طريق تتبع خطى الحكماء. ولسبعة أيام كان الحلم هو كيف يمكن تحقيق هذه الرحلة سيرا على الأقدام والجمال. وجميع المراجع التاريخية والمكتشفات كانت تحاول إيجاد وتتبع خط سير الرحلة التي سلكها الحكماء القدامى وصولا إلى بيت لحم. وتم الاتصال بحكومات إيران، العراق، سوريا، الأردن، والسلطة الفلسطينية. وكل هذه الحكومات رحبت بالفكرة، لأن ذلك سيؤدي إلى إبراز الموروث التاريخي المثير لهذه البلدان. كما وافق مجلس الكنائس في الشرق الأوسط على تبني هذه الرحلة وأن تتم باسمه وتحت رعايته. كما وافقت العديد من المؤسسات العالمية على تقديم التمويل اللازم لتحقيق هذه الرحلة.

ومنذ قيام الحكماء الأوائل بزيارة المولود المسيح وتقديم الهدايا له، رغب الحكماء الجدد بتقديم الهدايا لشعوب المنطقة. وقد جرى البحث قي نوعية الاحتياجات الإنسانية لسكان المنطقة وكيف يمكن تمويلها بشكل جيد، مثل العيادات، والملاعب الرياضية في كل المناطق والقرى التي تقع على خط الرحلة. وقد جرى تحضير كل الترتيبات اللازمة، من موظفين وإعلاميين مع التجهيزات الخاصة بهم وتحديد المواقع التي سيجري الزور بها في كل دولة من الدول المذكورة والتي ستمر بها الرحلة بحيث يكون لهذه الرحلة القبول والشعبية اللازمين. وقد خطط لإنجاز الرحلة في 99 يوما. وقد كانت الفكرة أن تسير الرحلة كل يوم تحت اسم من أسماء الله الحسنى المقدسة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.

ولكن هناك اختلافا بين الحقيقة والحلم.إذ كان مخططا للرحلة أن تتم أساسا في نهاية عام 99 ولكن جرى تأجيل ذلك، ,وأستعيض عنها بأن تتم الرحلة في نهاية عام 2000 بحيث يصل الرحالة إلى بيت لحم مع حلول ليلة عيد الميلاد. وقبل أن تبدأ الرحلة لوقت قصير جدا وفي أخر لحظة، اعتذرت الحكومة بأن تنطلق الرحلة من أراضيها بحجة وجود مشاكل على الحدود الإيرانية العراقية. وبسبب قيام الانتفاضة الفلسطينية قال بعض المسؤولون العراقيون أن ذلك يمكن ان يشكل تهديدا لبعض الرحالة كونهم من رعايا بعض الدول الغربية. ولكن وجود بعض العرب والأفارقة والأسيويين ضمن صفوف الرحالة دفع الحكومة العراقية في النهاية الى الموافقة. والتأخير الإيرانية عن السماح عند نقاط الحدود كان بمثابة إشكالية دائمة. وكانت مهمة إقناع المسؤولين على نقاط الحدود وبين كل نقطة وأخرى مهمة شاقة وصعبة للسماح باستمرار الرحلة. وكان من الصعب في كثير من الأحيان القيام بالتغطية الإعلامية المطلوبة بسبب الانتفاضة والانتخابات الأميركية. وقد تغلب الرحالة على ذلك باستحداث موقع لهم على الشبكة العالمية وعبر الاتصالات الهاتفية المربوطة بالأقمار الاصطناعية، ليبقى الرحالة على اتصال بالعالم. وكل يوم كان الرحالة يصلون لنزول المطر. وقد أستجيب لصلواتهم، مع أن الرحلة بدت أصعب مما هو متوقع. وقد تم تنفيذ ثلث الرحلة في شهر رمضان المبارك، وقد صمم الرحالة على الصيام تضامنا مع السكان المحليين الذين كانوا يستضيفونهم في المناطق التي كانوا يمرون بها. والهدف الأساسي للرحلة كان يشير لضرورة تسليط الأضواء على معاناة شعوب المنطقة وخاصة أطفال فلسطين والعراق.

وقد سمح وجود عددا من الرياضيين في صفوف الرحالة، إجراء العديد من المباريات الودية في العديد من المدن التي مروا بها. وقد تغلبوا على فريق الطيران العراقي 5-2، وعلى فريق أريحا 3-1، وانهزموا أمام فريق الجيش السوري 3-0، وأمام القادسية الأردني 5-2. وفي الوقت الذي كان الرحالة يصومون نهارا، كانوا يمارسوا الرياضة ليلا مما أكسبهم طاقة كبيرة على مدار الرحلة.

ومع انسدال ستارة هذه الرحلة هذا الأسبوع في فلسطين، من المتوقع القيام بمسيرة مشاعل في ليلة الميلاد بالتعاون مع مركز التقارب بين الشعوب الفلسطيني. ومن المتوقع أن ينضم الآلاف للرحالة في سيرهم من بيت ساحور إلى الساحة الرئيسية في بيت لحم. إنهم سيسيرون على نفس خطى الرعاة التي سلكوها منذ مجيىْ المسيح والإنجيل. المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام. والتمنيات الطيبة لكل الرجال في هذه الرحلة. وهذه هي دعواتنا للجميع، ونحن نحتفل بذكرى الميلاد لهذا العام.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .