مارس 20 2001

انتخاب شارون ……. توقعات متباينة

نشرت بواسطة الساعة 12:00 ص تحت فئة السياسة الفلسطينية -

بينما كانت العديد من دول العالم تقيم الموقف، بعد نجاح شارون في الانتخابات الإسرائيلية وبنسبة عالية. قمت شخصيا بعملية مسح واستطلاع العديد من ردود الفعل الفلسطينية على هذا النجاح. وقد اخترت للوصول لهذا الهدف القيام باستطلاع آراء بعض العاملين في المحطات التلفزيونية الفلسطينية باعتبارهم الأقدر على تحسس نبض الشارع الفلسطيني.

وعلى الرغم من اختلاف النبوءات وتباينها، لم يذهب أحد بعيدا في سبر أغوار هذا النجاح، ولم تكن هناك مؤشرات عميقة وحقيقية عن التوقعات الفلسطينية.

رائد عثمان، مالك تلفزيون بيت لحم، لم يكن خائفا البتة من نجاح شارون، وقال” سيكون شريك صعب ومتعب، ولكني أعتقد أنه سيكون مستعدا اكثر لصنع السلام”. وأضاف عثمان انه يفضل شريكا صعب المراس ومتعبا ولكنه حاسما على شريك متردد.

ولا يظهر شارون ككائن غير سوي وشاذا، بنظر بعض مواطني مدينة الخليل. ففي الوقت الذي تحدث اياد الجنيدي من تلفزيون المستقبل بكلمات قاسية ضد باراك وممارساته، إلا انه من الصعب عليه أن يحكم مسبقا على شارون أضاف انه يجب أن ننتظر لنرى أفعاله. خاصة وان الفلسطينيين لم يتعاملوا مع شارون خلال العشر سنوات الأخيرة. ولا يعتقد الجنيدي أن شارون سيقترف حماقات اكثر مما فعله باراك. واضاف انه كائنا من يكون رئيسا للوزراء في إسرائيل، يجب عليه أن يتعامل مع الوضع في الخليل لأن هناك مشكلة معقدة يمكن أن تنفجر في أي وقت، لأن وضع الخليل يختلف عن وضع المدن الفلسطينية الأخرى. فالمستوطنون يدمروا ويعيثوا فسادا في وسط المدينة، ولن يحتمل السكان هذا الوضع لفترة أطول.

فتحي الناطور، مالك محطة تلفزيون فرح في جنين، يعتقد أن الرياء والنفاق الإسرائيلي قد انتهى الآن، وأصبح غلاة الساسة والمتعصبون اليمينيون في السلطة، وظهر الوجه الإسرائيلي القبيح الذي لا يعترف بحقوق الآخرين، ويؤمن بسياسة القوة المنتصرة. ومع هذا يعتقد الناطور أن شارون سيخفف من سياسة البطش والعقوبات الجماعية، ضد المقاومين الفلسطينيين، وذلك لاعتقاده أن الشارع الفلسطيني مهيأ لمواجهة سياسة التصعيد الإسرائيلية على الأرض.

وفي غزة يعتقد عبد السلام شحادة من استوديوهات راماتان، أن سكان القطاع متفائلون بشأن المستقبل، لأنه يرى أن سياسة حزب الليكود اكثر وضوحا من سياسة حزب العمل.

أيمن البردويل، من أبناء القطاع ومدير تلفزيون القدس التربوي في رام الله، متفائل أيضا، ولكن على المدى القصير فقط. حيث يعتقد أن الإسرائيليين تكونوا بحاجة لبعض الوقت حتى يصبحوا أكثر واقعية، ويصلوا للقناعة باستحالة الحل العسكري.

وعلى الرغم من استياء وعدم قناعة البردويل بسياسة شارون السابقة وماضيه الإجرامي والذي من الممكن أن يزيد المشكلة تعقيدا في المستقبل. خاصة إذا استمر شارون بقناعته بضرورة الحفاظ على سياسة الاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة والتي ستؤخر أو تعيق إمكانية الوصول إلى الحل النهائي. لذا فهو يعتقد أنه وبعد عدة شهور وبناء على جملة التطورات الداخلية المترافقة مع الضغوط الخارجية، فإن شارون سيصبح أكثر اعتدالا في سياسته.

ومع استمرار سياسة توازن القوى الدولية، فمن المستحيل استمرار سياسة العسف وظلامية القرون الوسطى ضد المدنيين.

أيمن نمر من محطة تلفزيون نابلس لا يرى أن الأمور ستزداد سوءا مما هي عليه ألان، ولن يتغير شيء ميدانيا وعلى ارض الواقع، فالقادة العسكريون استمروا في تطبيق وممارسة سياستهم الضيقة. ولكن على الصعيد السياسي فمن المحتمل أن تسوء الأوضاع اكثر وخاصة إذا استمر استمر بالتمسك بخطوطه الحمراء : رفض حق العودة، وعدم إخلاء المستوطنات، والاحتفاظ بالقدس الموحدة تحت السيادة الإسرائيلية.

أما وجهة نظر المواطنين في القدس، فقد عبر عنها اثنان من العاملين في الحقل الإعلامي والتي تحظى آرائهم بالاحترام. ويرى نبيه عويضة مسؤول المكتب الصحفي في بيت الشرق، أن لا أمل في إمكانية تحقيق تقدم أو تطور في مواقف شارون خاصة بعد سماعه للخطاب الذي ألقاه في تل أبيب بعد فوزه بالانتخابات، والذي أعاد فيه للأذهان الشعار الصهيوني القديم ” قطعت يميني إذا نسيتك يا قدس ” والعودة لترديد هذا الشعار لا يدل على إمكانية السير في عملية السلام. ويرى عويضة إن وجود موقف عربي موحد، إضافة لموقف دولي داعم هو الطريق الوحيد لإجبار شارون على انتهاج سياسة أكثر اعتدالا.

أما خالد أبو عكر رئيس تحرير موقع ” أمين ” على الشبكة الإليكترونية، فيرى أن سياسة شارون ستتركز خلال المرحلة القادمة على إضعاف القيادة الفلسطينية. ففي الوقت الذي من الممكن أن يخفف الضغط العسكري والاقتصادي على المواطنين، فإنه سيعمل وبشكل غير مباشر على الاستمرار في تصعيب وتعقيد الأمور على القيادة الفلسطينية.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .