أبريل 14 2002

كيفية ضمان عدم الإكتفاء بالفزعة لفلسطين

نشرت بواسطة الساعة 12:00 ص تحت فئة السياسة الفلسطينية -

يواجه الشارع العربي أحد أكبر الهبات الشعبية المعارضة للممارسات الإسرائيلية والمطالبة بضرورة احقاق الحق للشعب الفلسطيني. وتتخلل هذه الهبة مجموعة من الدعوات والمطالب ابتداء من ضرورة طرد السفراء الإسرائيلين من مصر والأردن وانهاءاً بمطالب مقاطعة البضائع الأمريكية مروراً بالدعوات للإضراب العام وللزحف المقدس وما الى ذلك من مطالب .

هذه الدعوات والمطالب كغيرها من المطالب في السابق معرضه للفشل ، والتراجع لعدة أسباب منها غياب القيادة والتنظيم ومنها غياب التدرج والنفس الطويل في العمل الإجتماعي .

ونحن كشعوب عربيه نقوم بالتحرك السريع والعاطفي عند حدوث أي مشكله ، ولكن سرعان ما تتبخر هذه الفزعه ويبقى الشارع والمواطن في حالة يأس واحباط بسبب هذا الفشل .

الجانب الإسرائيلي يدرس ظاهرة ” الفزعه ” ويبني سياسته عليها . فكلما حدث أمراً هاماً الإسرائيليون” أن العرب سيصرخوا ويطالبوا لعدة أسابيع وثم سيصمتوا” والمتابع للمواقف العربيه منذ عشرات السنين يكتشف صحة هذا الإدعاء الإسرائيلي .

قبل عدة أسابيع سمعت عن مسؤول في مكتب الصحافه الإسرائيلي يدافع عن قرار حكومته سحب بطاقات الصحافه الفلسطينيه ، حيث قال متباهياً لقد سمعنا شكاوى ووصلتنا رسائل في الأيام الأولى لصدور القرار ولكن بعد مرور شهر لم يعد أحد يراجعنا .

قد يقول البعض أن الأمر مختلف هذه المره فالأعلام العربي قد تحرر من قيود السابق بسبب نجاح الفضائيات العربيه في كسر محاولات الإعلام الرسمي تخفيف المناظر التلفزيونيه والمعلومات عن المأساة الإنسانيه . ففي استفتاء لإذاعة عمان نت على شبكة الإنترنت قال 73% من المشاركين انهم واثقون أن ضغط الشارع العربي سيجلب نتائج ملموسه لقضية فلسطين. ربما، ولكن يجب التفكير ملياً بموضوع النفس الطويل وعدم حرق المراحل مره واحده . فمثلاً ما هي الفائده من اضراب تجاري عام في هذه الدوله العربيه او تلك . ربما يكفي إضراب لمدة عشرة دقائق أو نصف ساعه لبعث نفس رسالة التضامن دون ارهاق الإقتصاد الوطني . وكذلك الامر بالنسبه لمقاطعة البضائع الأمريكيه . فاعتمادية العرب على البضائع الأمريكيه يتجاوز علبه سجائر أو سياره فارهه بل يصل الى أمور أساسيه لا يمكن الإستغناء عنها بمجرد تصريح إعلامي أو مطلب شارع غاضب. المطلوب هو التحديد فمثلاً من الممكن مقاطعة هذه السلعه أو تلك بعد دراسة الموضوع وتحديد كيفية تأثير مثل هذا القرار على الإقتصاد العربي وقدرة الداعين لمثل هذه المقاطعه من النجاح في مطلبهم .

نفس الأمر ينطبق على اقتراحات مثل ” الزحف المقدس ” فهذه الدعوات تعكس ” فزعه” ولا تمثل قرار مدروس وقدره حقيقيه على تنفيذه ضمن رؤيه واضحه وسياسه منظمه تاخذ بعين الإعتبار كافة العوامل .

احتجاج الشارع العربي أمر غايه في الأهميه ، ولكن اذا لم يتم تنظيم وتصويب هذا البركان فستكون النتيجه النهائيه الفشل واليأس ونجاح التحليل الإسرائيلي انها مجرد فزعه ستفشل قبل أن تبدأ في تحقيق أهدافها .

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .