مارس 16 2003

الكابتن مارتن والحرب العراقية

نشرت بواسطة الساعة 12:00 ص تحت فئة أميركا والشرق اﻷوسط -

في الأشهر الأخيرة للحرب العالمية الثانية كانت دول الحلفاء تعد العدة لهجوم كاسح يهدف الى تحرير أوروبا من الإحتلال النازي. وكان الكل بما فيهم الألمان يتوقعون هذا الهجوم ، و لكنهم كانوا يجهلوا أمران متى سيتم الهجوم وفي أي موقع.

وللتشويش على قدرة الجيش النازي ضد أي هجوم للحلفاء جرت محاولات عديدة لإخفاء الخطة الهجومية للحلفاء وتضليل الجانب الألماني.

احدى هذه الخطط للتضليل حملت اسم الكابتن مارتن وكانت الخطة مبنية على فكرة إرسال جثة طيار بريطاني الى شواطئ متواجد فيها الجيش الألماني حاملاً ما كان متوقع أن يبدو للألمان أنه أوامر يستشف منها أسرار موقع وزمن الحرب . طبعاً معلومات خاطئة.

ولتحضير الخطة جلب الإنجليزي جثة شاب في الأربعينات توفي من مرض عادي وتم تنفيذ المخطط الخداعي وإسقاطه قريب من شاطئ يسيطر علية الألمان يأمل أن يعتقد الألمان أنهم اكتشفوا أسرار هامه من المراسلات في جيب الطيار الإنجليزي.

أوردت هذه القصه لأوضح مبدأ معروف لدى الكثيرين وهي أن الحرب خدعه ، فلا شك أن القوات الأمريكية والإنجليزية الغازية ستحاول مجموعه من الخدع للوصول الى هدفها العسكري .

فهناك خدع سياسية وخدع عسكرية فقد رأينا الإهتمام المفاجئ والنسق للرئيس الأمريكي ولرئيس الوزراء البريطاني في موضوع خارطة الطريق الفلسطينية والمدقق في الأمور سيكتشف أن الموضوع ليس بجديد بل هو استحقاق طال عليه الزمن وحتى بالنسبة للوعود الأمريكية باعلان خارطة الطريق فور الإنهاء من الإنتخابات الإسرائيلية .

أما في الجانب العسكري فحدث ولا حرج فالقوات الأمريكية لا بد أن تفكر بمجموعة كبيرة من الخدع العسكرية و التي ستفاجئ من يعتقد أن الهجوم على العراق سيكون بشكل محدد .

اما وسيلة نقل هذا الخداع فلا حاجة للانجليز او الأمريكان لكابتن مارتن جديد فهناك وسيلة أسهل بكثير للخداع و هي الاعلام . كثافة و سرعة الاعلام الأجنبي و العربي و قدرة أمريكا و حلفائها على استخدام هذه الوسيلة لخداع العراقيين أمراً معروفاً .

ولاشك ان هناك عقول ذكيه وأعني مفتوحة أي متوقعه كافة الاحتمالات مما يعني ان الخادعون سيحاولوا ان يمرروا خدعهم بوسائل متطوره ومن خلال وسائل إعلام غير متوقعه . وهذا يعني ان الاعلام العربي ربما سيكون أكثر عرضه لمحاولة الخداع من غيره لان مستوى الحذر سيكون أقل شدة عند التعامل مع اعلام وطني عكس ما سيكون بالنسبة للاعلام الأمريكي و الغربي.

هذا لا يعني ان صحفيين صادقون لن يكونوا عرضه لمثل هذه المحاولات و قد تنجح في بعض الأحيان و خاصة في خضم السباق على السبق الصحفي و المنافسة على المشاهد و القارئ .

يجب ان تكون خدعة الكابتن مارتن في الحرب العالمية الثانية درسا لكي نكون واعون على الامكانيات الكبيرة للخداع و التضليل و لذلك فاني أنصح القارئ والمستمع ان لايصدق كل ما يقرأه أو يسمعه خلال الأيام و الأسابيع القادمة ، و عليه ان يتعامل مع كل خبر بنسبة عالية من الشك و عدم الأنجرار لما قد يظهر للوهلة الأولى انه خبر صادق من عصر موقوف .

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .