ديسمبر 23 2015

لفتة ميلادية جميلة من القوات المسلحة

نشرت بواسطة الساعة 12:24 م تحت فئة مقالاتي,اﻷردن -

Al-Rai logo

بقلم داود كُتّاب

في خطوة غير مسبوقة قامت فرقة القوات المسلحة الثلاثاء بعزف مجموعة أغان وطنية في منطقة البوليفارد في العبدلي بمناسبة الأعياد الميلادية المجيدة. المواقع الإليكترونية رصدت ووثقت المناسبة من خلال فيديوهات مرفوعة على موقع يوتيوب تظهر جمعا غفيرا من الأردنيين–ومنهم الأطفال السعداء- محتفلين بالمناسبة على خلفية الإضاءات والشجر الميلادية. كما وقدمت فرقة كشافة اللويبدة ألحانها الوطنية والميلادية، وكذلك قدمت جوقة Amazing Grace ترانيم العيد.

اللفتة من قيادة القوات العسكرية توضح أهمية الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الوطني في الوقت الذي تزيد التخوفات من الاعتداءت والعمليات الإرهابية من قبل الدواعش وغيرهم من الظلاميين الذين لا يرتاحون لوجود ابتسامة الأطفال وفرحتهم مهما كانت المناسبة.
مشاركة الفرقة التابعة للقوات المسلحة جاءت بدعوة من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالتعاون مع جمعية سند للفكر والعمل الشبابي وإدارة البوليفارد. وكان رئيس المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر «حيا الأسرة الأردنية الواحدة التي تحتفل في هذا الوقت من العام بعيد المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد.»

كما وأشاد في كلمته بأجواء الأمن والاستقرار التي يحظى بها الأردن، متمنياً أن يكمل الأردن رسالته بتضافر جهود الجميع للحفاظ على وحدته الوطنية بين مكوّنات الشعب الأردني. ودعا إلى رسم الابتسامة على شفاه الأطفال وعلى تطمينهم بالمستقبل، مشدداً على ضرورة أن لا يسلب الطفل حقه في الحياة الآمنة. من جانبه قال رئيس جمعية سند سلطان الخلايلة إن السلام ملتقى الأديان وهو عنوان يجمعنا، مشيراً إلى أن القيادة الهاشمية الحكيمة صاغت لنا وطناً نلتقي فيه على المحبة.

نجاح حفل الميلاد جاء في وقت تقوم فيه بعض السفارات الأجنبية بتحذير رعاياها من المشاركة في نشاطات في الأردن تشمل تجمعات عامة بما في ذلك المولات والأماكن العامة.
يعتبر الرد الأفضل لأي تهديد أو ترهيب صادر من الخارج هو استمرار الدولة بكافة سكانها ومواطنيها العيش العادي وممارسة الحياة الطبيعية دون أي تردد أو تغيير للبرامج الحياتية.
لا شك أن مشاركة القوات المسلحة تهدف إلى أكثر من لعب معزوفة موسيقية. فوجود فرقة من القوات المسلحة إشارة واضحة للجميع أن هناك جهة متماسكة ومدربة تستطيع توفير الأمن والأمان لكافة المواطنين مما يسمح لهم التمتع بالتسوّق والسياحة وغير ذلك من النشاطات ذات طابع عام بعيداً عن الخوف والترهيب.

تقول الدراسات الاستراتيجية إن أحد أهم أسباب فشل الدول يتم عندما تسمح بعلو الهويات الفرعية على الهوية الأساسية. فالهوية الوطنية والتي يمثلها الجيش تعكس المواطنة الحقيقية وتعتبر أهم مؤسسة وطنية.

كما للفتة الصادرة عن القوات المسلحة هدف واضح في تشجيع السياحة الداخلية والسياحة القادمة من الخارج. فمن المعروف أن السائح الذي يبحث عن الراحة والمتعة لن يصل إلى أي منتجع سياحي في أي بلد يكون لديه الشك في غياب الأمن والأمان.

كثيراً ما ننسى في ممارسة حياتنا الطبيعية وفي مطالباتنا بإلاصلاح السياسي أن الاستقرار والأمن لا يأتيان من فراغ بل هناك جهات وأشخاص يسهرون على ذلك. ففي نفس الوقت الذي يجب أن تستمر المطالبة بالإصلاح يجب ألا ننسى شكر الجهات الرسمية والأعيُن الساهرة على حماية البلد فالإصلاح والأمان عنصران أساسيان في مستقبل زاهر ومشرق.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .