أبريل 26 2015

حل الدولتين لا يزال يستقطب التأييد ولكن دون أدوات لإنهاء الإحتلال

بقلم داود كُتّاب

هذا الأسبوع وبشكل غير متوقع، ظهرت شخصياتان بارزتان تدعمان حل الدولتين باعتباره أفضل وسيلة للمضي قدماً بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعلق.

تحدث الأمين العام للأمم المتحدة “بانكي مون” الذي تشارك مؤسسته في اللجنة الرباعية الغائبة، في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول ضرورة التوصل إلى حل عن طريق التفاوض قائلاً “أحث بقوة الحكومة الإسرائيلية المقبلة على إعادة تأكيد التزام إسرائيل بحل الدولتين”.

في نفس الوقت شارك المفكر اليهودي الأميركي “ناحوم تشومسكي” في كتاب صدر مع الأكاديمي الإسرائيلي المنفي طواعية إيلان بابيه حيث ظهرت نقاط متباينة في الرأي. في حين أن “بابيه” الذي قدم بحثا عن التطهير العرقي الإسرائيلي للفلسطينيين في عام 1948 حث على إلغاء حل الدولتين واعتماد حل الدولة الواحدة ثنائية القومية، فإن تشومسكي دعم مسار الدولتين.

الفكرة التي أيدها الأمين العام للأمم المتحدة والأستاذ في جامعة هارفارد ليست بجديدة.  فإنهما يعكسان الفكر السياسي للغالبية الساحقة في العالم وموقفها كأسهل وأسرع السبل لحل ما يقرب من نصف قرن من الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

الجديد في ذلك هو أن أياً من هؤلاء الرجال أعطى أي اتجاه جديد بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف الهام في ضوء رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي وغالبية الإسرائيليين الذين صوتوا لصالحه في انتخابات الكنيست في شهر آذار/مارس الماضي.  صحيح أنه بعد فترة وجيزة من فوزه في الإنتخابات حاول بنيامين نتنياهو التراجع عن تصريحه بخصوص حل الدولتين، ولكنه سيكون من الصعب العثور على أية شخصية إسرائيلية أو دولية مرموقة لا تعتقد أن ما قاله نتنياهو عشية الإنتخابات  في رفض الدولة الفلسطينية هو ما يؤمن به حقاً وهو على ما يبدو ما يوافق عليه أيضاً معظم الإسرائيليين.

وهكذا ومع عدم اهتمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بفكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل كالحل الأمثل للصراع، أي خيار يبقى للفلسطينيين والعالم؟

فما هو المطلوب لتغيير رأي الإسرائيليين، أو لتحقيق حل الدولتين هذا، هناك فقط خياران متاحان، إما الحل العسكري لتحرير الأراضي الفلسطينية أو الحل غير العنيف.

الفلسطينيون من جميع الأطياف بما في ذلك القيادة ملتزمون بالمسار غير العنيف. ولكن هذا المسار يتطلب المساعدة. ما دامت إسرائيل مرتاحة باحتلالها ولا تدفع ثمناً سياسياً واقتصادياً،  فإنه لا يبدو أنه يوجد هناك أية طريقة التي ستنهي احتلالها العسكري ومشروعها الإستيطاني الإستعماري.

في الكتاب الذي شارك فيه، تراجع “تشومسكي” عن موقف سابق عارض فيه الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل.  تحاول حركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات اتباع المثال الناجح للحركة الدولية التي أنهت حكم الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

تناول بان “كي مون” أيضاً موضوع مشكلة استمرار المستوطنات الإسرائيلية من خلال الدعوة إلى تجميد الجهود اليهودية الحصرية الرامية إلى البناء غير الشرعي في الأراضي المحتلة.  ولكن لا يزال “مون” يريد استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية على الرغم من أن جميع الأدلة تبين أن إجراء مثل هذه المحادثات لن يسفر عنها إلا مزيد من التأخير من قبل الحكم الإسرائيلي المارق الذي يستفيد منها بدلاً من أن يتأذى من احتلاله.

فبدلاً من التحدث عن حل الدولتين (أو حتى عن خطة لدولة واحدة) ينبغي إجراء حوار عام أكثر ملاءمة حول كيفية إنهاء الإحتلال الإسرائيلي. من غير المقبول أنه في القرن الحادي والعشرين لا يزال لدينا بلد أجنبي يحكم ما يقرب أربعة ملايين نسمة مستخدماً القوة العسكرية دون رادع.

لقد حان الوقت للناس المؤثرين مثل “تشومسكي” Ùˆ”بان كي مون” أن يتوقفوا عن التحدث عن حل الدولتين والإنضمام الى الجهود المبذولة لإيجاد حل لجريمة الحرب هذه التي تدعى الإحتلال.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .