أبريل 14 2015
مزايا المسؤولين تجاوزٌ للدستور والمواطن
زاوية تكوين/موقع عمان نت
بقلم داود ÙƒÙØªÙ‘اب
أزعجني ÙÙŠ Ø§ØØªÙالات يوم ØÙ‚وق الإنسان العربي منظر غريب مناÙ٠لمبدأ المساواة الذي يعدّ أهم بنود مواثيق ØÙ‚وق الإنسان، ÙØ£ØØ¯ عناصر الشرطة كان ÙˆØ§Ù‚ÙØ§Ù‹ أمام المصعد ليضمن بقاءه Ù…ÙØªÙˆØØ§Ù‹ØŒ واعتذر بلط٠عند التقدم Ù†ØÙˆÙ‡ØŒ قائلاً إن المصعد â€œÙ…ØØ¬ÙˆØ² Ù„Ù„Ø¨Ø§Ø´Ø§â€ØŒ رغم أن الباشا لم يكن متوجهاً إلى المصعد، لكن الشرطي المطيع كان ÙŠÙ†ÙØ° الأوامر بدقة بأن يبقي المصعد Ù…ØØ¬ÙˆØ²Ø§Ù‹ بشكل٠دائم٠للباشا!
واجهت الأمر Ù†ÙØ³Ù‡ لدى زيارة العديد من الوزارات، إذ Ù„Ø§ØØ¸Øª وجود مصاعد مخصصة للوزراء وكبار المسؤولين تختل٠عن مصاعد بقية المواطنين، ولها Ù…ÙØªØ§Ø خاص يكون غالباً لدى مسؤول أمني أو مراÙÙ‚ الوزير وكبار الموظÙين.
يبدو أن المصاعد Ø§Ù„Ù…ØØ¬ÙˆØ²Ø© والمخصصة هي ضمن مزايا عديدة Ù…ØªÙˆÙØ±Ø© لكبار الموظÙين، وإن كانت المشكلة أكبر من ذلك، ØÙŠØ« ÙŠØØµÙ„ كبار الرتب العسكرية والأمنية –مثلاً- على أكثر من سيارة Ø¨ØØ³Ø¨ رتبته، Ùمنهم من ÙŠØØµÙ„ على سيارة خاصة Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى سيارة العمل ومعها سائق، وقد تخصص سيارة ثالثة للمسؤول الأمني أو العسكري Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ وبالطبع لا يمكن أن يتنقل المسؤول بأكثر من سيارة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ÙÙŠ الوقت ذاته، لذلك تكون ميزة تعدد السيارات لزوجته وأولاده!
ÙˆÙŠÙˆÙØ± لأبناء المسؤولين من بعض Ø§Ù„ÙØ¦Ø§Øª Ø§Ù„Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ø¯Ø±Ø§Ø³ÙŠØ© ÙˆØ¥Ø¹ÙØ§Ø¡Ø§Øª يصعب ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡Ø§ ضمن مبدأ المساواة والخدمة العامة التي يكÙلها الدستور والقوانين ومدونات السلوك الوظيÙÙŠ.
لا يكتÙÙŠ بعض المسؤولين بذلك، بل قد يقبلون الهدايا التي تقدم إليهم، وهو ما يعد ÙØ³Ø§Ø¯Ø§Ù‹ عند التدقيق بهذه Ø§Ù„ØØ§Ù„ات. قد يقول البعض إن المسؤول Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى مزايا لكي لا يضيع وقته ÙÙŠ انتظار المصعد ÙˆÙÙŠ أزمات السير، وربما تعدد السيارات له علاقة بمسألة التمويه لأسباب أمنية، لكن مثل هذه التبريرات تعارض أبسط أنظمة الخدمة العامة، ولا ØªÙ†ÙØ¹ الإشارة إلى أن المزايا تعد تعويضاً عن Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ رواتب بعض الوظائ٠العليا، ÙØ§Ù„ØÙ„ هو بتØÙ‚يق العدالة ÙÙŠ الرواتب، وليس Ø¨Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© القانون من خلال Ù…Ù†Ø Ø§Ù…ØªÙŠØ§Ø²Ø§Øª لا يرضى عنها المواطنون وتترك لديهم غصة لا يمكنهم تجاوزها.
لا ØªÙˆÙØ± المزايا لجميع الوظائ٠العليا، بطيعية Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ إذ ÙŠÙØØ±Ù… القضاة من السيارات، تاركاً الانطباع أن هناك استثناءات ÙˆÙوارق ÙÙŠ النظر إلى كبار موظÙÙŠ الدولة.
لاشكّ أن مسؤولي الأمن وضباط الجيش والقوات Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© وغيرهم من مسؤولي القطاع العام يقدمون خدمات جليلة للوطن ويجب تقديرها وتسهيل عملهم، لكن الأساس ÙÙŠ العمل العام هو المساواة وعدم تمييز مسؤول عن مسؤول أو مسؤول عن مواطن إلا بما ØªÙØ±Ø¶Ù‡ مقتضيات العمل.
لقد نصت المدونة الخاصة بسلوكيات الموظÙين على “أن الموظ٠العام هو خادم للمواطن ومتلقي الخدمة وأن وجوده ÙÙŠ ÙˆØ¸ÙŠÙØªÙ‡ مكرس لهذه الغاية وأن السلطة Ø§Ù„Ù…Ù…Ù†ÙˆØØ© لهذا الموظ٠هي لخدمتهم لا Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ù…â€ØŒ كما نصت المدونة “على ضرورة ØªØØ¯ÙŠØ¯ السلوك المتوقع من موظÙÙŠ الخدمة المدنية والسلوك غير المقبول والذي لا يتواÙÙ‚ مع قيم Ø§Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ© العامةâ€.
المشكلة تنبع من الانطباع أن Ø§Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ© العامة تشكل ميزة خاصة Ù„ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ØŒ متناسين القسم الذي يتعهد به المسؤول وينص على الإخلاص للملك والØÙاظ على الدستور ثم يأتي البند المتعلق بالخدمة العامة ØÙŠØ« ينص “أن أخدم الأمة وأقوم بالواجبات الموكلة إلي بأمانةâ€.
إن مبدأ الخدمة العامة شر٠ومسؤولية وعلى من يتبوأ منصباً إدارياً أو عسكرياً أو أمنياً أن يتذكر مدونات السلوك والقسم، ويكون خادماً للمواطنين لا مميزاً عنهم، سواء أكان ذلك ÙÙŠ مصعد خاص أو سيارة إضاÙية أو عشرات المزايا التي لا نعرÙها، لكنها تؤثر ÙÙŠ مدى ولاء المواطنين ومشاركتهم Ø§Ù„ÙØ¹Ø§Ù„Ø© ÙÙŠ مجتمعاتهم.
تكريس وجود شخصيات مهمة (VIP) ليس مبدأ دستورياً أو قانونياً، ولا يوجد بند ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ الدستور والمدونات العامة يعتبر أن للمسؤول من ÙØ¦Ø© معينة مزايا خاصة سوى تلك المتعلقة بطبيعة عمله.
Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ والإداري ليس مرتبطاً بتغيير قوانين الانتخابات ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ ÙØØ³Ø¨ØŒ إنما بممارسات المسؤول على الأرض، وبضرورة ØªÙØ¹ÙŠÙ„ مبدأ الخدمة العامة بدلاً من مزايا تسيئ لصورة الوطن ومسؤوليه.
- داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من Ø§Ù„Ù…ØØ·Ø§Øª Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .