فبراير 15 2015
منهاج أديان لجميع الأردنيين
بقلم داود ÙƒÙØªÙ‘اب *
نواجه أزمةً Ùكريةً لدى الشباب العرب، العنصر الأكثر عدداً ÙÙŠ المجتمع. ومن البديهي أن الشباب عبر التاريخ ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª هم الجيل المنشغل Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن هويته وموضعه ÙÙŠ هذا الكون.
من أكثر التوجهات الأكثر شيوعاً ÙÙŠ عالمنا العربي هو التوجه Ù†ØÙˆ العوالم Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠØ© والتدين. ÙˆÙŠÙØÙŽÙ…Ù‘ÙÙ„ كثيرون –وبØÙ‚- مسؤوليةً كبيرة على جهازنا التربوي Ù„ÙØ´Ù„Ù‡ ÙÙŠ ملء Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ ÙŠØØªØ§Ø¬Ù‡ Ø£Ø·ÙØ§Ù„نا وشبابنا وهم يمرون ÙÙŠ ÙØªØ±Ø© Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتساؤلات عن الØÙŠØ§Ø© والمستقبل.
ÙÙŠ مجال Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠØ§ØªØŒ وهو عنوان أوسع بكثير من الدين، نرى أن ما ÙŠÙقدّم لشبابنا Ù…ØØµÙˆØ± ÙÙŠ Ø£Ùكار ومعلومات من خلال مساقات يتم تدريسها من قبل أشخاص غير مؤهلين، غالباً، وتتضمن مواد تعليمية جامدة وغير قابلة للنقاش.
تÙÙØ±Ø¶ ØØµØ© الدين من الص٠الأول وصولاً إلى التوجيهي، ÙˆÙŠÙØ¬Ø¨Ø± كل طالب على تلقي معلومات تأتيه Ø¨Ø§ØªØ¬Ø§Ù‡Ù ÙˆØ§ØØ¯Ù ومن دون Ø¥ØªØ§ØØ© ÙØ±ØµØ© معقولة للنقاش وتبادل الأÙكار، ÙˆÙ„Ù„Ø£Ø³Ù ÙŠÙØ±Ø² الطلبة خلال ØØµØ© الدين، المسلمين عن زملائهم المسيØÙŠÙŠÙ†ØŒ الذين يجري تلقينهم، كذلك، دروساً دينية باتجاه ÙˆØ§ØØ¯ من دون توÙير ÙØ±ØµØ© للنقاش وتبادل الآراء.
ماذا لو أستبدل منهاج التربية الدينية بآخر ÙŠØªØØ¯Ø« عن ديانات العالم ÙƒØ§ÙØ©Ù‹ (وليس Ùقط الديانات السماوية الثلاث)ØŒ أو أضي٠هكذا مساق٠عن الديانات لتوسيع Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الطلاب بما يجري ØÙˆÙ„هم، وما يؤمن به الملايين من الجنس البشري. هل يخال٠ذلك الدين أو ينÙيه؟ علماً بأن الإسلام ابتدأ بالقول البسيط والعميق ÙÙŠ آن: إقرأ، ÙˆÙÙŠ المسيØÙŠØ© جاء انجيل يوØÙ†Ø§ بعبارة جميلة وهي “ÙÙŠ البدء كان الكلمة. إذن ÙØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©Ø› قراءة وكلمة، أساس الأديان، ولا تعارض إذا ما ØØ§ÙˆÙ„نا زيادة Ù…Ø¹Ø±ÙØ© أبنائنا وبناتنا.
Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© قوة وليست Ø¶Ø¹ÙØ§Ù‹ØŒ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© الآخر لا تنÙÙŠ التزامنا بما نؤمن بل قد تعزز قناعتنا بها، لأنها ستوق٠التعليم من دون نقاش وندخل باب الاجتهاد.
قد يرى البعض هذه الدعوة انقلاباً على ما اعتدنا عليه، لكن ألا تتطلب أوضاعنا Ø§Ù„ØØ§Ù„ية انقلاباً Ùكرياً، خاصة مع تأكيد كتيرين بأن الأردن بعد استشهاد معاذ الكساسبة ليس هو الأردن قبل وقوع تلك الجريمة البشعة، وهناك رغبة شعبية Ø¨Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© التطر٠وهزيمته، لذلك علينا التÙكير خارج الصندوق ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من الدعم الشعبي Ø§Ù„Ù„Ø§Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ للقيادة من أجل إدخال تغييرات جذرية على المنظومة التعليمية.
إعادة النظر ÙÙŠ التعليم أولى من تكرار Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« Ù†ÙØ³Ù‡ بأن داعش لا علاقة لها بالدين Ø§Ù„Ø³Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹ØªØ¯Ù„ØŒ أو Ø§Ù„Ø§ÙƒØªÙØ§Ø¡ بالقول إن Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙŠØ£ØªÙŠ Ùقط باتباع الوسطية بدلاً من التطر٠ÙÙŠ الأمور الدينية.
التطر٠الذي يهز كياننا مشكلة لا يمكن ØÙ„ها Ùقط من خلال التركيز على دعوات الاعتدال الديني، ÙØ§Ù„مسألة ÙÙŠ أساسها منوطة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© الماسة إلى التعامل مع شوق داخلي وجداني موجود ÙÙŠ كل إنسان، ومع ØªÙˆÙØ± الثورة المعلوماتية ÙØ¥Ù† استمرار الإصرار على ØØ¬Ø¨ المعلومة –بما Ùيها الدينية- عن طلابنا وشبابنا هو أشبه بوضع رؤوسنا ÙÙŠ الرمل، والاعتقاد أن لا Ø£ØØ¯ يرانا.
Ù†ØØªØ§Ø¬ جرأة ÙÙŠ التعامل، ورغبة ÙÙŠ التغيير، ومن الخطأ معالجة أزماتنا بالأدوات Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي اعتدنا عليها، ÙØ§Ù„علاج القوي يتطلب أشخاصاً قابلين للتعلم ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من التجارب العالمية ÙƒØ§ÙØ©Ù‹ØŒ ثم تطبيقها بذكاء وعقلانية على أرض الواقع، ليس Ùقط ÙÙŠ مجال تعليم الدين، إنما ÙÙŠ المناØÙŠ Ø§Ù„Ø£Ø®Ø±Ù‰ مثل التاريخ والÙÙ„Ø³ÙØ© ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª العالمية.
*داود كتّاب: مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي. أسس العديد من Ø§Ù„Ù…ØØ·Ø§Øª Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© والإذاعية ÙÙŠ Ùلسطين والأردن والعالم العربي.
أرسل تعليق
يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .