يونيو 21 2013

هل وجود استراتيجية دفاعية مجتمعية بات ضرورة؟

نشرت بواسطة الساعة 3:16 م تحت فئة اﻷردن,غير مصنف -

* بقلم داود كُتّاب
الحرب هي أمر رهيب ذات نتائج سيئة للغاية، ولكن هذا يعني أن الناس ينبغي أن يكونوا مستعدين لاحتمالاتها حتى إذا كانت تلك الاحتمالات بعيدة للغاية.

القرار الذي اتخذته الحكومة الأردنية بالطلب من الولايات المتحدة أن تبقي صواريخ الباتريوت الدفاعية والمقاتلات F16 في الأردن ما هو إلا إشارة أن حرباً أو استهداف الأردن في حرب، ليس احتمالاً مستبعداً.

إذا كانت الحكومة الأردنية تطلب الاحتفاظ بصواريخ الباتريوت الموجودة في الأردن لتدريبات عسكرية وطنية متعددة عندئذ يجب توعية الشعب الأردني، مع قليل من التحذير، أنه قد يكون هدفاً لهجمات من جيرانه في الشمال.

بينما ثبت أن نظام الباتريوت المضاد للصواريخ قادر على اعتراض وتدمير الصواريخ القادمة، فإن نسبة الاعتراض هذه لم تصل إلى 100%.

مع العلامات المذكورة أعلاه من احتمال وقوع مواجهة عسكرية أو هجوم من سوريا ومع صواريخ الباتريوت غير المضمونة لاعتراض كل صاروخ وارد، ماذا يمكن القيام به لحماية الأردنيين (والسوريين) الذين يعيشون في المناطق القريبة من الحدود؟ وحتى الناس الذين هم في وسط الأردن بحاجة إلى التفكير أيضاً: ماذا سيحدث لهم إذا قرر بعض المسؤولين السوريين استخدام الصواريخ قصيرة أو بعيدة المدى ضد الأردن؟

لقد حاول الأردن قصارى جهده أن يبقى محايداً في الحرب الأهلية الدائرة، ولكن هذا الحياد قد لا يبقى لفترة طويلة، فقد حان الوقت لتهيئة الرأي العام الأردني لأسوأ الاحتمالات.

ماذا يمكن أن يفعل أي بلد في مثل كابوس هذا السيناريو إذا فشلت كل الجهود السياسية؟  وبطبيعة الحال، سيضطر الجيش الأردني والسلاح الجوي إلى جانب الحلفاء بذل قصارى جهدهم لحماية البلاد، ولكن ماذا عن المدنيين الذين قد يكونون عرضة لأي هجوم محتمل؟

ينبغي تحضير استراتيجية وطنية دفاعية، وإذا كان قد تم إعداد هذه الاستراتيجية فيجب امتحانها (أو تجربتها)،  فهذه الاستراتيجية ينبغي على وجه التأكيد أن تتضمن أموراً بسيطة مثل رفع مستوى الوعي العام الأردني عما يجب القيام به في حال وقوع الهجوم.

إن الأردن، وهو البلد الذي كان في سلام لعقود من الزمن، لم يكن ليفعل ذلك، فعلى سبيل المثال، المنازل الأردنية ليست مجهزة بملاجيء وليس هناك ملاجئ عامة متاحة في حالة الهجوم مما يجعل التقليل من الإصابات والموت في صفوف المدنيين أكثر صعوبة، ومع ذلك، فإن معظم الاستراتيجيين العسكريين يشيرون إلى بعض الأساسيات التي يجب أن تنفذ في أقرب وقت ممكن.

إن أولى الأولويات هي استراتيجية الاتصالات، فيجب على الأردن إعلام الشعب أين يمكنه الحصول على معلومات ذات صلة، مع عصر الفضائيات والإنترنت، فإن العديد من الأردنيين لا يتابعون بشكل منتظم وسائل الإعلام المحلية، وحجب مواقع الانترنت الإخبارية المحلية ال 300 ليس مفيداً في هذا الصدد.

وبعد وضع هذه الاستراتيجية وإعلام الشعب من  مختلف منصات الاتصالات المحلية التلفزيونية والإذاعية وغيرها التي سيتم استخدامها، فإن الأمر يحتاج إلى إنشاء نظام إنذار وتوعية الشعب (خاصة في الشمال) بشأنه.

يمكن تتبع الصواريخ عند إطلاقها وإعطاء الحكومات والشعب بضع ثوان ثمينة للعثور على مكان يختبئون فيه، ويقول الخبراء للشعب على سبيل المثال أنه يجب أن يبقى بعيداً عن النوافذ التي يمكن أن يحدث حطامها في حال وقوع هجوم ضرراً أكبر حتى لو لم يصب الموقع المستهدف مباشرة، فتعليمات بسيطة مثل البقاء بعيدا عن النوافذ يمكنها أن تفعل الكثير من أجل إنقاذ الأرواح.

إن الحرب بالفعل هي أمر رهيب والقيادة السياسية في الأردن لديها سجل رائع وطويل في إبعاد الحرب  وإبقاء مواطنيها آمنين.

ولكن إذا كان الأردن يريد أن يكون لديه مواطنة فعالة، كما صرح الملك في ورقته النقاشية الرابعة، فإن على الحكومة أن تظهر موقفاً مماثلاً من أجل حماية المواطنين من خلال تزويدهم بالمعلومات والإرشادات ليكونوا مستعدين لأسوأ الاحتمالات.

*مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي والتي تدير راديو البلد وموقع عمان نت

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .