مارس 05 2013

لماذا لا يستطيع الفلسطينيون التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة؟

بقلم داود كتاب

يبدو أن السؤال برئ إلا أنه ينبغي أن يُسأل الآن بينما الجميع يستعد للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة.

 لماذا لا يستطيع الفلسطينييون السفر بين الضفة الغربية وقطاع غزة؟

 لقد فوجئت خلال زيارتي الى غزة بعدد الفلسطينيين الذين التقيت بهم وكانوا في العشرينات والثلاثينات من عمرهم والذين لم يذهبوا قط إلى الضفة الغربية بما في ذلك القدس.

إن قرابة ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية يمنعون من السفر إلى غزة (إلا عبر الأردن ومصر ثم يحاولون عبور معبر رفح) ومليون ونصف فلسطيني في غزة لا يمكنهم السفر الى الضفة الغربية عبر أية حدود.  ليس هذا حظراً للسفر ضد أناس معينين ممن قد يدعي البعض انهم يشكلون تهديداً أمنياً وليس هو أمر مؤقت يتبع أو يسبق تصعيداً ما للعنف.  إنه قرار شامل غير منطقي، وهو انتهاك للقانون الدولي في ما يتعلق بحقوق السكان تحت الاحتلال العسكري.  وهو أيضاً انتهاك واضح لإحدى البنود الرئيسية في مذكرة التفاهم لعام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. ففي اتفاقيات أوسلو ألزمت اسرائيل نفسها (المادة التاسعة) بأن تسمح بممر آمن بين المنطقتين الفلسطينييتين والذي يتيح مرور الأشخاص والمركبات.

جرت محاولة متابعة هذا الاتفاق خمس سنوات لاحقاً.  وهكذا فإن البروتوكول المتعلق بالممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة تم التوقيع عليه خلال ادارة كلينتون في 5 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1999. أدى فشل إسرائيل في احترام هذا البروتوكول بالمسؤولين ومبعوثي السلام الأميركيين للعمل عليه وإعادة تفعيله ولكن دون جدوى.

أثناء إدارة بوش الابن جرت محاولة أخرى لكسر هذا الحظر. عملت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والسفير الأميركي دانيال كيرتزر ليلة بأكملها في القدس في محاولة للوصول إلى حل خلال ولاية بوش الثانية، ولكن مرة أخرى لم يتم تنفيذ الاتفاق قط.

لقد استخدمت إسرائيل عذراً تلو الآخر لحرمان الفلسطينيين من الحق في التنقل من منطقة فلسطينية إلى أخرى. سواء كانوا يعترفون بذلك أم لا، فإن فصل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية كان هدفاً استراتيجياً إسرائيلياً رئيسياً.

يتضمن الحل القائم على الدولتين، والذي تلقى دعماً دولياً وحتى موافقة إسرائيلية علنية، مادة تقول بأنه يجب أن تكون الأراضي الفلسطينية متواصلة.  في حين أن إقامة سكك حديدية سريعة أو نفق يربط غزة بالضفة الغربية قد يستغرق بعض الوقت، فإنه لا يزال من الممكن السماح للفلسطينيين بالسفر ذهاباً وإياباً.  إن الجدار الإسرائيلي القبيح هو الآن قائم ويقول العديد من الفلسطينيين بأن الإسرائيليين يمكنهم وضع الإجراءات الأمنية التي يرغبون بها لضمان أن الطريق الآمن يستخدم فقط لمرور الناس، ولكن حرمان الملايين من الفلسطينيين من الحق في التنقل من وإلى غزة يعتبر بشكل واضح عقاباً جماعياً.

وبينما يعد الفلسطينيون للزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي للمناطق الفلسطينية، فإن كثيرين يتساءلون ما سوف تسأله القيادة الفلسطينية من القائد الأميركي. تنشر الصحف الإسرائيلية تسريبات سياسية تلمح إلى إمكانية الإفراج عن السجناء الفلسطينيين، وربما قادة الانتفاضة مثل مروان البرغوتي وأحمد سعدات.

في حين أن ضرورة إطلاق سراح السجناء من السجون الإسرائيلية سيكون موضع ترحيب، فإن إنجازاً أكثر أهمية يمكن تحقيقه إذا كان بالإمكان تحرير الفلسطينيين المسجونين في أكبر سجن في العالم، في قطاع غزة، لزيارة بلدهم ولقاء الأقارب والأصدقاء.

يبدو أن الزعماء السياسيين الفلسطينيين قد استسلموا وقبلوا شبه استحالة عمل بسيط ألا وهو إمكانية تنقل ابنائهم بحرية داخل بلدهم. وفي مراجعة خطاب القادة الفلسطينيين السياسي اليوم سنرى غياب مناقشات حول الحق في التنقل بين غزة والضفة الغربية.

إن تحقيق الحق في تنقل الفلسطينيين العاديين يمكنه كسر ما كان الإسرائيليون يحاولون القيام به لعقود من الزمن.  سوف يرفع الروح المعنوية للفلسطينيين تحت الاحتلال والحصار وسوف ينشط الاقتصاد والأعمال التجارية والسياحة ورفاهية الفلسطينيين.

لا تعليقات حاليا

خدمة Rss التعليقات

أرسل تعليق

يجب عليك الدخول لإرسال تعليق .